ثم إنه اعتمد على مؤلفات المترجم لهم وأشياخهم في استخراج معلومات عنهم.
فالحميدي في هذه وتلك أورد في كتاب من كتب التراجم معلومات ليست في كتب التراجم، ولهذا فالذين عمقوا ترجمات الحميدي من ابن الأبار فمن بعده لم يستغنوا عن نوادر الحميدي.
ثم إن الحميدي أضاف إلى أخبار المغاربة معلومات عنهم في كتب المشارقة ككتب الحافظ عبد الغني بن سعيد على أن الحميدي لم يبخس الحظ من كتب تراجم المغاربة بالنسبة لعصره، وإنما كانت كتب تراجم المغاربة قليلة في عصره، وإنما نشط الأندلسيون لذلك بعد أن حرر الحميدي كتابه.
وما يؤخذ على الحميدي إنما هو نقص في الترجمة لا فساد فيها، بل ثمة أعلام ترجم لهم الحميدي ترجمة ناقصة، ولكن من جاءوا بعده إلى عهد ابن عبد الملك لم يجدوا أكثر من ومضات الحميدي هذه، فكان ﵀ رائداً في حفظ أذكار بعض المغمورين.
ومما يعد من النقص في عمل الحميدي التواريخ التقريبية لوفيات بعض المواليد أو لوقت بعض الأحداث والسر في ذلك أنه اعتمد على ذاكرته في هذا المجال.
وعمل الحميدي في هذه عمل لا يهينه تشويه في التوثيق التاريخي، لأنه لم يجازف بتحديدات تاريخية وعمدته ذاكرته بالنسبة المعاصريه، وإنما خرج من العهدة بذكره للتقريب التاريخي، والذين حددوا التواريخ بعد الحميدي لم يجدوا في الأمر بعداً كثيراً عن تقريباته.
والأمور التي يجزم فيها برأي لا يجزم فيها إلا بعلم ولهذا لم نجد من