للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لي حرمة، فدع هذا فليس هو من شأنك، فقد صح عندك أني في هذا مصيب وأنك أنكرت باطلاً (١).

وأي شيء الثالثة؟ قال الأمر بالمعروف قال: نعم أرأيتك لو أصبت فتاة مع فتى قد اجتمعا في هذا الفج على حديث. ما كنت صانعاً؟ قال: كنت أسألهما، ما أنتما؟ قال كنت تسأل الرجل فيقول: امرأتي وتسأل المرأة فتقول: زوجي قال: كنت أحول بينهما وأحبسهما قال: حتى يكون ماذا؟ قال حتى أسأل عنهما. قال: من تسأل عنهما؟ قال: كنت أسألهما من أين أنتما؟ قال: سألت الرجل من أين أنت فقال لك: أنا من استيجاب وسألت المرأة فقالت من استيجاب ابن عمي تزوجنا وجئنا. أكنت حابساً الرجل والمرأة بسوء ظنك وتوهمك الكاذب إلى أن يرجع الرسول من استيجاب؟ فإن مات الرسول أو ماتا إلى أن يعود رسولك؟ قال: كنت أسأل في عسكرك ههنا. قال: فلعلك لا تصادف في عسكري هذا من أهل استيجاب إلا رجلاً أو رجلين فيقولان لك: لا نعرفهما على هذا النسب. يا صاحب الكفن ما أحسبك إلا أحد ثلاثة (٢) رجال: إما رجل مديون، وإما مظلوم وإما رجل تأولت في حديث أبي سعيد الخدري في خطبة النبي

قال: وروي الحديث عن هشيم وغيره، ونحن نسمع الخطبة إلى مغيربان الشمس إلى أن بلغ إلى قوله: إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر فجعلتني جائراً، وجعلت نفسك تقوم مقام الآمر بالمعروف، وقد ركبت من المنكر ما هو أعظم، لا والله لأضربنك سوطاً ولا زدت على تحريق كفنك، ونفيت من آبائي الراشدين المهديين لئن قام أحد مقامك هذا لا يقوم بالحجة فيه إن نقصته من ألف سوط، ولآمرن بصلبه في


(١) أي أن إنكارك باطل.
(٢) في الأصل ثلاث.

<<  <   >  >>