للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال قلت: فانظر يا أمير المؤمنين أن لا تجهل شيئاً مما أقول لك؟!

قال: وكيف أجهله وأنا أسألك عنه وفيه وجهت إليك وأقدمتك له؟

قال: قلت: أن تسمعه ثم لا تعمل به.

قال: فصاح بي الربيع وأهوى بيده إلى السيف فانتهزه المنصور وقال: هذا مجلس مثوبة لا مجلس عقوبة.

فطابت نفسي وانبسطت في الكلام، فقلت:

يا أمير المؤمنين: حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال: قال رسول الله :

أيما عبد جاءته موعظة من الله في دينه فإنها نعمة من الله سيقت إليه فإن قبل بشكر وإلا كانت حجة من الله عليه ليزداد بها إثما ويزداد الله بها عليه سخطاً.

يا أمير المؤمنين: حدثني مكحول عن عطية بن بسر قال:

قال رسول الله : أيما وال بات غاشا لرعيته حرم الله عليه الجنة.

يا أمير المؤمنين من كره الحق فقد كره الله. إن الله هو الحق المبين.

يا أمير المؤمنين: إن الذي لين قلوب أمتكم لكم حين ولاكم أمورهم لقرابتكم من نبيكم فقد كان بهم رؤوفاً رحيما مواسياً لهم بنفسه في ذات يده وعند الناس لحقيق أن يقوم له وإليهم (٨) بالحق وأن


(٨) الكلمة ممحوة في الأصل لم يبق منها إلا ما يشيه (فيهم) أو نبيهم.
وما أثبتناه اجتهاد يدل عليه السياق لا سيما أن الأوزاعي قال في إحدى الروايات عنه: فحقيق على الوالي.

<<  <   >  >>