للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما تكامل المجلس حلف الأمراء بتلك الأيمان التي تقدمت، أنهم لا يخونون، ولا يغدرون، ولا يميلون مع العادل إذا حضر، فحلفوا على ذلك. ثم أحضر لهم عدة تشاريف، فخلع على قانصوه المحمدي المعروف بالبرجي، وقرره في أمرية السلاح، عوضا عن طومان باي بحكم سلطنته بدمشق، وقرر خشكلدي البيسفي الظاهر خشقدم في أمرية مجلس، عوضا عن قانصوه البرجي بحكم انتقاله إلى أمرية سلاح. وقرر مصرباي في الدوادارية الكبرى، عوضا طومان باي بحكم سلطنته بدمشق. وقرر سنباي نائب سيس في الأمير اخورية الكبرى، عوضا عن قاني باي الرماح بحكم عصيانه مع طومان باي. وقرر سودون العجمي في الرأس نوبة الكبرى، عوضا عن قانصوه الغوري بحكم عصيانه مع طومان باي، وقرر برد بك المحمدي الإينالي في حجوبية الحجاب، عوضا عن قيت الرحبي بحكم عصيانه. وقرر قانصوه الصغير في ولاية القاهرة، وقرر تاني بك الأبح في شادية الشراب خاناه، وقرر أقباي الطويل في تجارة المماليك، وقرر تمر باي أمير شورى في استادارية الصحبة، وقرر جان بردي رأس نوبة ثاني. وأنعم بتقادم ألوف على جماعة من الأمراء، منهم بيبرس الفهلوان، وأزبك المكحل، وخشكلدي الذي كان استادار الصحبة، ودولات باي قرموط الذي كان والي القاهرة، وأزبك الناشف، وتمراز جوشن، وتمراز الزردكاش، وقرقماس الشرابي، وخير بك الكاشف، وغير ذلك من الأمراء ممن خامر مع طومان باي، ثم فرق عدة أقاطيع على الخاصكية عوضا عمن كان صحبة طومان باي. ثم أخذ في أسباب تحصين القلعة، فركب حولها المكاحل المعمرة بالمدافع، وأصلح سورها وأبراجها، وبنى فوق سلم المدرج بابا - وهو موجود إلى الآن - ثم بنى برجا محيطا على باب السلسلة، فبناه بالفص الحجر، وصنع فيه مرامي وأبوابا صغارا. ثم سد باب الميدان، وباب حوش العرب، وباب الاصطبل الذي عنده الصوة، وصار ينزل في النهار مرتين يكشف على العمارة بنفسه، ثم رسم بهدم مدرسة السلطان حسن فهدم منها بعض شيء من وراء ظهر محراب القبة، فأقاموا يهدمونها ثلاثة أيام فلم يقدروا على هدم ذلك، فتكلم الأمير تغرى بردي الأستادار مع السلطان في عدم ذلك، فرجع السلطان وترك الهدم. وقد تأسف الناس على هدمها لأنه لم يعمر في الدنيا مثلها، ولو هدمها ما كان يفيده من هدمها شيء، وما كان يقدر على هدمها، فكان ترك ذلك أوجب، وقد ظهر عجزه عن ذلك. وفي هذه الواقعة يقول شيخنا عبد الباسط بن خليل الحنفي:

هتكت قبة الحسن … وانتفى وصفها الحسن

إن في ذا لعبرة … لكن المستفيق من

<<  <  ج: ص:  >  >>