للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ليلة الجمعة ثالث عشره خسف جرم القمر خسوفا تاما، وأقام في الخسوف إلى قريب التسبيح، وغرب وهو مكسوف.

وفيه توفي القاضي جلال الدين بن الأمانة أحد نواب الشافعية، وهو عبد الرحمن بن محمد بن عبد العزيز، وكان عالما فاضلا رئيسا حشما، وفاته منصب القضاء غير ما مرة، وهو آخر من روى صحيح مسلم عن الزيني الزركشي بالسماع، وكان قد طعن في السن وقارب التسعين من العمر، وفيه نودي من قبل السلطان بإبطال ما تجدد من المكوس والمظالم الحادثة من بعد موت الأشرف قايتباي.

وفيه عاد تمر باي خازندار الأمير طومان باي الدوادار الذي كان توجه إلى قصروه نائب الشام، ليمشي بينه وبين السلطان بالصلح، فلم يوافق قصروه على ذلك.

وفيه توفي أصباي الأشرفي قايتباي، وكان أحد الدوادارية، وكان لا بأس به.

*****

وفي جمادى الأولى، في يوم الاثنين خامسه، وصل هجان من الشام في الخفية، وعلى يده مكاتبات إلى تمرباي خازندار طومان باي، ليفرقها على الأمراء. فكان مضمونها أنه تسلطن بالشام وتلقب بالملك العادل. واستفاض هذا الكلام بين الناس وفشا … فلما فرق تمرباي المكاتبات على الأمراء خاف على نفسه، ففر تحت الليل، وستر الله عليه حتى خرج من القاهرة.

وفيه جاءت الأخبار مفصلة بصحة ما جرى. وهو أن العسكر لما وصل إلى الشام، نزل في مكان يسمى سعسع بالقرب من دمشق، فركب قصروه نائب الشام في نفر قليل من عسكره، وأظهر أنه طائع، فاطمأن له العسكر، وكان غالب الأمراء خشداشينه، فلما حضر إليهم دخل معهم إلى الشام، واجتمعوا في القصر الأبلق الذي في الشام بالميدان.

ولما حضر قصروه نائب الشام ذكروا له أنه يطلع إلى القلعة ويقرأ مراسيم السلطان، فطلع وطلع الأمراء إلى القلعة. فعند ذلك قرؤوا عليه مراسيم السلطان، فلم يلتفت إلى ذلك. ثم تفاوض هو والأمراء في الكلام، ثم ثارت فتنة كبيرة بالقلعة، ثم أمر قصروه والأمير طومان باي بالقبض على جماعة من الأمراء، وهم: قرقماس ابن ولي الدين نائب حلب الذي قرر بها، وأزدمر بن علي باي أحد الأمراء المقدمين، وخاير بك أخو قنصوه البرجي، أحد الأمراء المقدمين، وسودون بن يشكب الدوادار أحد الأمراء المقدمين،

<<  <  ج: ص:  >  >>