للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعشرة أشهر وثمانءة أيام مثل مدة السمديسي الحنفي فإنهما وليا في يوم واحد، وقد تولى الحسامي محمود ومحيي الدين يحيى بن الدميري في يوم واحد، وشقا من القاهرة وعليهما التشاريف، وكان لهما يوم مشهود.

وفي هذا الشهر كملت عمارة مدرسة الأمير بيبرس قريب السلطان التي أنشأها بقرب خط الجودرية، وجاءت في غاية الحسن والظرف، فخطب بها في ذلك الشهر.

وفي يوم الاثنين حادي عشرينه كان أول هاتور الشهر القبطي. ومن العجائب أن النيل استمر في ثبات لم ينهبط حتى دخل هاتور، وكان يومئذ في تسع عشرة ذراعا ونصف ذراع، حتى عد ذلك من النوادر، ولكن حصل بذلك الضرر الشامل على المزار عين بمكث الماء على الأراضي. ومن العجائب مع وجود ثبات النيل هذه المدة لم تسكن الجزيرة الوسطى في هذه السنة ولا كرى فيها بيت ولا دكان.

وفي ذلك اليوم توفي الأمير أقبردي الحسني أحد الأمراء العشراوات من طبقة الزمامية، وكان أصله من مماليك الأشرف قايتباي.

وفي يوم الأحد سابع عشرينه كان ختم صحيح البخاري بالقلعة، وخلع السلطان على القضاة الأربعة وأعيان العلماء ومن له عادة، وفرقت الصرر على جاري العادة، وكان ختما حافلا.

وفي يوم الاثنين ثامن عشرينه عرض ناظر الخاص خلع العيد على السلطان، وألبسه كاملية مخمل أحمر بسمور، ونزل من القلعة في موكب حافل، وكانت الخلع في هذه السنة في غاية الوحاشة من انشحات ناظر الخاص بخلاف كل سنة.

*****

وفي شوال كان مستهل الشهر يوم الأربعاء، وهو يوم عيد الفطر، فخرج السلطان وصلى صلاة العيد، ثم دخل الحوش الكبير وجلس على الدكة وخلع على القضاة الأربعة ثم على أمير كبير وبقية الأمراء المقدمين.

وفي ذلك اليوم خلع السلطان على الأمير خاير بك المعمار وألبسه مثمر وأطلسين لكونه بقي مقدم ألف، ثم خلع على المباشرين ومن له عادة. وكان موكب العيد حافلا.

وكان الأمير طوماي باي الدوادار مسافرا في جبل نابلس، وكانت الخلع في هذا العيد في غاية الوحاشة، وأبطل ناظر الخاص الطرز النخ الذي كان يعمل في الخلع، وكانت الخلع من القماش القطني الذي مثل القش. ثم نزل ابن السلطان إلى باب السلسلة وعليه فوقاني بطرز يلبغاوي عريض، ونزل في موكب حافل وقدمه الشعراء والشبابة السلطانية، فمد

<<  <  ج: ص:  >  >>