شيخ العرب الجويلي معهم في المحاصرة، وطردوا كاشف المنوفية وغيره عن البلاد
فلما تحقق السلطان ذلك عين لهم تجريدة وبها الأمراء الأمير طومان باي الدوادار الكبير قريب السلطان الذي كان في الحجاز، وعين أيضا الأمير خاير بك كاشف الغربية أحد المقدمين، وعين الأمير علان الدوادار الثاني أحد المقدمين. وآخرين من الأمراء والعسكر … فصلوا صلاة الجمعة وخرجوا على جرائد الخيل، فرجت لهم القاهرة، فخرج الدوادار ومن معه من الأمراء ونزلوا بانبابة حتى يتكامل خروج بقية العسكر، وقد كثر الكلام وزادت الإشاعات بسفر السلطان إلى ثغر الإسكندرية، وأنه أرسل يقول للخليفة والقضاة الأربعة:"جهزوا لكم برك حتى تخرجوا صحبتي إلى ثغر الإسكندرية"، وكذلك أعيان المباشرين، فاضطربت الأحوال بسبب ذلك.
وفي يوم السبت سلخه جلس السلطان بالميدان وعرض جماعة من العسكر فكتب منهم نحوا من مائتي مملوك، وأمرهم بسرعة الخروج مع الدوادار إلى البحيرة، وكتب طائفة من المماليك إلى جهة الفيوم والبهنسا … فبينما السلطان يعرض العسكر، ورد عليه قصاد من عند نائب حلب، وأخبروا بأن أوائل عسكر إسماعيل شاه الصفوي قد وصل إلى البيرة، وأن جماعة من عسكر البيرة التف على عسكر الصوفي، فتنكد السلطان في ذلك اليوم لهذه الأخبار، واضطربت أحواله بين أمر العربان الذين جالت وبين أمر الصفوي.
ولله الأمر في ذلك.
وفي هذا الشهر طلع قاصد ملك الفرنج بتقدمة حافلة للسلطان ما بين أواني بلور مزيكة بذهب، وحمالين عليهم جوخ ومخمل وتماسيح مذهب، وقيل ذهب عين، وغير ذلك حافلة تصلح للملوك.
وفي أواخر هذا الشهر خلع السلطان علي شرف الدين بن روق وقرره في نظر الخزائن الشريفة وجعله مستوفيا على أولاد الجيعان، وقد سعى في ذلك بخمسة آلاف دينار، فاستخف الناس عقله على ذلك الذي يستوفى على أولاد بني الجيعان وهذه غاية الخفة، وأشيع أنه متحدث في وكالة بيت المال أيضا، وغاية الأمر أن كان معه مال فأذهبه في البطال على شيء لا يظهر له منه نتيجة، وكان ساعيا قبل ذلك في قضاء الشافعية بمصر فيما تم له ذلك، وقد خف وركب الخبل وطاش في الحال.
وفي أواخر هذا الشهر توفيت الست بنت خوند بنت الملك المؤيد شيخ، وهي بنت الأمير يشبك الفقيه الذي كان دوادار كبيرا فيما بعد، وكانت من أعيان الستات.