فقلتُ لمطينٍ: ومتى مات محمَّدُ بنُ عمرانَ؟ فقال: سنةَ أربعٍ وعشرين.
فقلتُ لابني: اكتب هذا التاريخَ.
فرأيتُه قد نَدِم على ذلك، فقال: مات محمَّدُ بنُ عمرانَ بعد هذا، فذَكَر موتَه بعد ذلك بسنين، وذكر منجابًا، فقال: مات بعد ثلاثين.
ثم قال: مات إسماعيلُ بنُ الخليلِ سنةَ أربعٍ وعشرين، وشهابُ بنُ عبّادٍ سنةَ أربعٍ وعشرين.
فرأيتُه قد غَلِط في موتِ محمَّدِ بنِ عمرانَ فضمَّه إلى إسماعيلَ بنِ الخليلِ، وشهابِ بنِ عبادٍ، ورأيتُه قد أنكر عليه أيضًا أحاديثَ.
وذَكَرتُ لمحمَّدِ بنِ عثمانَ شيئًا من ذكرِ مطينٍ، فذَكَر أحاديثَ عن مطينٍ مما ينكرُ عليه، وقد كنتُ وَقَفتُ على تعصُّبٍ وَقَع بينهما بالكوفةِ سنةَ سبعين، وعلى أحاديثَ يُنكِر كلُّ واحدٍ منهما على صاحبِه، ثمَّ ظَهَر أنّ الصوابَ الإمساكُ عن القبولِ من كلِّ واحدٍ منهما في صاحبِه.
قال أبو نُعيمٍ:«ورأيتُ موسى بنَ إسحاقَ الأنصاريَّ يميلُ إلى مطينٍ في هذا المعنى حين ذُكِر عنده، ولا يطعنُ على محمَّدِ بنِ عثمانَ، ويثني على مُطيَّن ثناءً حسنًا»(١).
قال الذهبيُّ: «وقد تكلَّم فيه محمَّدُ بنُ عثمانَ بنِ أبي شيبةَ، وتكلَّم هو في ابنِ عثمانَ، فلا يُعتدُّ غالبًا بكلامِ الأقرانِ، لا سيَّما إذا كان بينهما منافسةٌ؛ فقد عدَّد ابنُ عثمانَ لمطيَّنٍ نحوًا من ثلاثةِ أوهامٍ، فكان ماذا؟ ومطيَّنٌ أوثقُ