للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذكور ومعه جماعة من الأمراء المصريين والشاميين يأتى ذكرهم فى وفيات هذه السنة إن شاء الله.

ثم انهزم شاه سوار وسدّ الطريق بينه وبين من بقى معه من العسكر وكانوا شرذمة قليلين (١) حتى لا يتبعوه، وأقام من بقى من العسكر هناك يوما أو يومين ثم توجّه الجميع إلى حلب وقد سلم من لا قاتل، ودخل العسكر إلى حلب فى غاية القلة والجهد والتعب والنصب والوصب، فلم يطيقوا الإقامة بها - أى بحلب -، وخرجوا منها بغير إذن السلطان وعادوا إلى مصر خفية بل جهارا، وكان السلطان أراد يرسل رأس نوبة الجمدارية إلى حلب لينفق فى العسكر جامكية أربعة شهور وعليق أربعة شهور، فتوجه (٢) إلى حلب فلم يجد بها غير أمراء الألوف لا غير، فرسم على لسان السلطان بالإقامة بحلب، وعاد مكس المذكور فوصل إلى القاهرة فى أواخر المحرم بعد أن ناله من العساكر سب كثير ولعن جزيل كونه أمرهم بالإقامة، فما شاء الله لا قوة إلا بالله.

وانقضت هذه السنة بعد أن قاسى الناس فيها شدائد وبلاء ومحنا وإحنا من عظم الغلاء وكثرة الطاعون والفتن وخوف السبل والطرق والأراجيف بكل لسان، بحسب مقامه وحاله.

*** أمر النيل: الماء القديم فى هذه السنة خمسة أذرع واثنان وعشرون إصبعا، ومبلغ الزيادة تسعة عشر ذراعا وثمانية أصابع ولله الحمد والشكر على ذلك.


(١) فى الأصل «قليلون».
(٢) المقصود بذلك رأس نوبة الجمدارية واسمه مكس - كما سيأتى فى السطر بعد التالى - ولعله «مكى».

<<  <  ج: ص:  >  >>