للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: {إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٣٤)} يعني لوطًا وابنتيه رثيا وزغرتا (١)، {إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ (١٣٥)} يعني امرأة لوطٍ في الباقين في العذاب، تقول: غَبَرْتُ في العذاب: إذا بَقِيتَ فيه، ونصب {أَجْمَعِينَ} على الحال، و {عَجُوزًا} على الاستثناء.

قوله: {ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ (١٣٦)} يعني: أهلكناهم بالخَسْفِ والحَصْبِ، {وَإِنَّكُمْ} يا أهل مكة {لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ (١٣٧) أي: على آثارهم ومنازلهم بين مكة والشام، وهو نصبٌ على الحال أي: وقت الصباح {وَبِاللَّيْلِ} يعني: تَمُرُّونَ عليهم أيضًا إذا سافرتم ليلًا ونهارًا، غَدْوةً وعَشِيّةً، فعطف الظرف على الحال، وتقديره: مُصْبِحِينَ ومُلِيلِينَ (٢).

وتَمَّ الكلامُ عند قوله: {وَبِاللَّيْلِ}، ثم قال: {أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٣٨)} (٣) يريد: ما صُنِعَ بهم، فتعتبرون بهم.


(١) هكذا ورد اسْمُهُما في جامع البيان للطبري ١٢/ ١٠٦ عند تفسيره لقوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا}. هود ٧٧، وقال الأزهري: "زُغَرُ: اسمُ بنتِ لُوطٍ". التهذيب: زغر ٨/ ٤٨، وينظر: اللسان: زغر، وجاء اسمهما في القرطبي ٩/ ٧٦: زيتا وزعوراء، وفي قصمر الأنبياء لابن كثير ١/ ٢٦٣ "ريثا وزغرتا"، وينظر: البداية والنهاية ١/ ٢٠٧.
(٢) هذا قول طاهر بن أحمد في شرح جمل الزجاجي ١/ ٧٤، وقوله: مُلِيلِينَ: اسم فاعل من ألْيَلَ أي: صار فِي الليل، وقال الفارسي: "فموضع قوله: "بِاللَّيْلِ" نصب على الحال، وفيه ضمير للمارِّينَ، كأنه قال: تمرون عليهم مصبحين ومظلمين، أي: داخلين فِي الظلام، كما أن المصبحين: الداخلون في الصباح". المسائل الشيرازيات ص ٣٤٧، وينظر أيضًا: أمالِيُّ ابن الشجري ١/ ١٦٨.
(٣) قال ابن الأنباري: "وَإنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبحِينَ. وَبِاللَّيْلِ" وقف تام، "أفَلا تَعْقْلُونَ" أتَمُّ منه". إيضاح الوقف والابتداء ص ٨٥٩، وينظرَ: المكتفَى فِي الوقف والابتدا ص ٣٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>