كتاب البستان في إعراب مشكلات القرآن

بكسر النون، أضَنُّ به ضِنًّا وَضَنانةً، فَأنا ضَنِينٌ؛ أي: بَخِيلٌ (١)، قال الشاعر:

٤٨٠ - أجُودُ بِمَضْنُونِ التِّلَادِ وَإنَّنِي... بِسِرِّكِ عَمَّنْ سالَنِي لَضَنِينُ (٢)

وقرأ الباقون بالظاء (٣)، وكذلك هو في حرف ابن مسعود وَمُصْحَفِهِ، وهي قراءةُ عبدِ اللَّه وَعُرْوةَ بنِ الزُّبَيْرِ وَعُمَرَ بن عبد العزيز وَأبِي عبد الرحمن السُّلَمِيِّ، وروايةُ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ عن ابن عباس -رضي اللَّه عنه- (٤)، ومعناه: بِمُتَّهَمٍ، فـ "فَعِيلٌ" بمعنى "مَفْعُولٍ"، وفيه ضمير مستتر قام مقام ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، يقال: فُلَانٌ ظَنِينٌ بِمالٍ وَرَمِيٌّ بمالٍ أي: مُتَّهَم به، والظِّنّةُ: التُّهْمةُ، قال الشاعر:

(١) قال ابن السكيت: "وقد ضَنِنْتُ بالشيءِ، فأنا أضَنُّ به ضَنًّا وَضَنانةً، قال الفَرّاءُ: وَضَنَنْتُ أضِنُّ لُغةٌ". إصلاح المنطق ص ٢١١، وقال مثله في ص ٤٢٣، وينظر: تهذيب اللغة ١١/ ٤٦٨، الصحاح ٦/ ٢١٥٦.
(٢) البيت من الطويل لِقَيْسِ بن الخَطِيمِ، ويُرْوَى: "بِمَكنُونِ التِّلَادِ"، ويُرْوَى: "بِسِرِّيَ عَمَّنْ سالَنِي".
اللغة: التِّلَادُ: كُلُّ مالٍ قَدِيمٍ يُورَثُ عن الآباء، مَضْنُونُ التِّلَادِ: النَّفِيسُ منه.
التخريج: حواشي ديوانه ص ١٦٣، أمالِيُّ القالِي ٢/ ١٧٧، ٢٠٢، المختار من شعر بشار ص ١٥٧، الكشف والبيان ١٠/ ١٤٢، بهجة المجالس ١/ ٤٥٨، عين المعانِي ١٤٢/ ب، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٤٢، المستطرف ١/ ٢٩٧، البحر المحيط ٨/ ٤٢٣، شرح شواهد شرح الشافية ص ١٨٥.
(٣) وهذه قراءة النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- رَوَتْها عنه السيدة عائشة، ينظر: المستدرك ٢/ ٢٥٢ كتاب التفسير: باب القراءات.
(٤) قرأ بالظاء أيضًا: زيدُ بنُ ثابت وعبدُ اللَّه بنُ عُمَرَ وعائشةُ وعُرْوةُ ومجاهدٌ وهشامُ بنُ جُنْدُبٍ وابنُ كثير وأبو عمرو والكسائيُّ وَرُوَيْسٌ وابنُ مُحَيْصِنٍ واليَزِيدِيُّ وَرَوْحٌ، ينظر: السبعة ص ٦٧٣، تفسير القرطبي ١٩/ ٢٤٢، البحر المحيط ٨/ ٤٢٦، الإتحاف ٢/ ٥٩٢.