للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَنَزَّلَتْ هذه الآيةُ في شأن خَوْلةَ بنت مالك بن ثَعْلَبةَ (١) وزَوْجِها أوْسِ بن الصّامِتِ (٢)، وقصتها مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مشهورة (٣)، وذلك أنَّ زَوْجَها ظاهَرَ مِنْها، فَأتَت النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقالت: يا رسول اللَّه: إنَّ زَوْجِي أوْسَ بنَ الصّامِتِ ظاهَرَ مِنِّي، بعد أن قَدُمَتْ معه صُحْبَتِي، ونَثَرْتُ له كِنانَتِي (٤)، ولِي مِنْهُ صِبْيةٌ صِغارٌ، إنْ ضَمَّهُمْ إليه ضاعُوا، وإنْ ضَمَمْتُهُمْ إلَيَّ جاعُوا، أشْكُو إلَى اللَّه عُجَرِي وَبُجَرِي (٥)، تريد: جَمِيعَ أمْرِي الظّاهِرَ والباطِنَ، فنَزَلَتْ هذه الآياتُ فِي الظِّهارِ، وكان هذا أوَّلَ ظِهارٍ فِي الإسلام.


(١) خَوْلةُ بنت مالك بن ثعلبة بن فِهْرٍ، وقيل: خولة بنت ثعلبة، وقيل: خُوَيْلةُ، كانت زَوْجَ أوْسِ ابنِ الصّامِتِ، رَوَى عنها يوسف بن عبد اللَّه بن سلام. [أسد الغابة ٥/ ٤٤٢ - ٤٤٤، الإصابة ٨/ ١١٤ - ١١٦].
(٢) أوس بن الصامت بن قيس بن أصْرَمَ الأنصاري الخزرجي، من أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، آخَى النَّبِيُّ بينه وبين حمزة بن عبد المطلب، شَهِدَ بَدْرًا وأكثر المشاهد، وتوفِّيَ في خلافة عثمان رحمه اللَّه. [أسد الغابة ١/ ١٤٦، الإصابة ١/ ٣٠٢].
(٣) رَوَى الحاكمُ هذه القصةَ عن السيدة عائشة في المستدرك ٢/ ٤٨١ كتاب التفسير: سورة المجادلة، وابنُ ماجَهْ في سننه ١/ ٦٦٦ كتاب النكاح: باب الظهار، وينظر: أسباب النزول ص ٢٧٣، لباب النقول ص ١٨٩.
(٤) نَثَرْتُ له كِنانَتِي: كناية عن إنْجابِ الأولاد.
(٥) قال أبو عبيد: "أخْبَزتُهُ بِعُجَرِي وَبُجَرِي؛ أي: أظهرته من ثقتي به على معايبي". كتاب الأمثال لأبي عبيد ص ٦٠، وقال المبرد: "قال الأصمعي: هو قول سائرٌ في أمثال العرب: "لَقِيَ فُلَانٌ فُلَانًا فَأبتَّهُ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ". الكامل للمبرد ١/ ٢١٦، وينظر: جمهرة اللغة ١/ ٤٦١، جمهرة الأمثال ١/ ٣٦٤، فصل المقال ص ٦٥، مجمع الأمثال ١/ ٢٣٧ - ٢٣٨، أساس البلاغة: بجر، عجر، المستفصى للزمخشري ١/ ٩٣، شمس العلوم ٧/ ٤٣٧٩، النهاية لابن الأثير ١/ ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>