للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل (١): اليَحْمُومُ: نار شديدة السواد، يَغْلِبُها الدُّخانُ، مأخوذ من الحَمِّ، وهو الشَّحْمُ المُسَوَّدُ بالاحتراق، قال قُطْرُبٌ:

٣٣٢ - وَماءٍ قَدْ شَرِبْتُ بِبَطْنِ قِدْرٍ... فُراتِ المَدِّ كاليَحْمُومِ جارِي (٢)

وقال ابن بُرَيْدةَ (٣): اليَحْمُومُ: جَبَلٌ في جهنم يستغيث إلى ظله أهل النار.

ثم نعت ذلك الظِّلَّ، فقال: {لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (٤٤)} قال ابن عباس (٤): يريد: لا بارد المدخل ولا كريم المنظر، قال الفراء (٥): العرب تجعل الكريم تابعا لكل شيء نَفَتْ عنه وَصْفًا تَنْوِي به الذَّمَّ، تقول: ما هو بِسَمِينٍ ولا كَرِيمٍ، وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة.

ثم ذكر أعمالهم التي أوْجَبَتْ لهم هذا العذابَ، فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ} يعني: في الدنيا {مُتْرَفِينَ (٤٥)} مُنَعَّمِينَ مُتَكَبِّرِينَ في تَرْكِ أمْرِ اللَّه والعمل بطاعته {وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (٤٦)} يعني: يقيمون على الذنب الكبير، وهو الشرك.


= ٤/ ٢٣٦، المفردات للراغب ص ١٣٠، وقال العكبري: "والياء في "يحموم" زائدة، ووزنه "يَفْعُولٌ" من الحمم أو من الحميم". التبيان ص ١٢٠٥.
(١) ذكره القرطبي في تفسيره ١٧/ ٢١٢.
(٢) البيت من الوافر، لَمْ أقف على قائله.
التخريج: الكشف والبيان ٩/ ٢١٣ برواية "ببطن مكة"، عين المعانِي ١٣١/ أ برواية "ببطن نَزْلٍ".
(٣) ينظر قوله في شفاء الصدور ٩٥/ ب، الكشف والبيان ٩/ ٢١٣، المحرر الوجيز ٥/ ٢٤٦، تفسير القرطبي ١٧/ ٢١٣.
(٤) ينظر قوله في الوسيط ٤/ ٢٣٦، زاد المسير ٨/ ١٤٤.
(٥) معانِي القرآن ٣/ ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>