للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف القُرّاءُ فيه، فقرأ العامة بجزم الطاء، وقرأ أهل مكة والشام بفتحه، وقرأ أنسٌ ويحيى بنُ وثاب: "شَطاهُ" مثل: عَصاهُ، وقرأ الجحدري: "شَطَهُ" بلا همزة (١)، وكلها لغات، والشَّطْءُ والشَّطَأُ لغتان كالبَعْرِ والبَعَرِ، وهذا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذْ أُخْرِجُ وَحْدَهُ ثم قَوّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بأصحابه (٢).

قوله: {فَآزَرَهُ}؛ أي: فَساواهُ في طُولِهِ، وقيل: شَدَّهُ وأعانَهُ وقَوّاهُ، وقرأ ابن عامر: "فَأزَرَهُ" (٣) مقصورًا، قال الفراء (٤): يقال: أزَرْتُ فُلَانًا أزِرُهُ أزْرًا: إذا قَوَّيْتَهُ {فَاسْتَغْلَظَ}، أي: غَلُظَ ذلك الزرعُ وقَوِيَ واشْتَدَّ {فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ} يعني: قام


= ١٦/ ٢٩٤، البحر المحيط ٨/ ١٠١، الدر المصون ٦/ ١٦٧، اللباب في علوم الكتاب ١٧/ ٥١٦، فتح القدير ٥/ ٥٦، روح المعاني ٢٦/ ٢٦.
(١) قرأ ابن كثير، وابنُ عامر من طريق ابن ذكوان، وابنُ محيصن: {شَطْأَهُ} بفتح الطاء وبالهمز، وقرأ أنس بن مالك وابن وثاب وزيد بن عَلِيٍّ ونصر بن عاصم: {شَطْأَهُ} بفتح الطاء وإبدال الهمزة ألفًا، وقرأ عاصمٌ الجحدريُّ ونافعٌ وأبو جعفر وابن أبِي إسحاق وشيبةُ: {شَطْأَهُ} بفتح الطاء وبغير همزة، ينظر: السبعة ص ٦٠٤، مختصر ابن خالويه ص ١٤٣، المحتسب ٢/ ٢٧٧، عين المعانِي ورقة ١٢٤/ ب، تفسير القرطبي ١٦/ ٢٩٥، البحر المحيط ٨/ ١٠٢، الإتحاف ٢/ ٤٨٤.
(٢) قاله الفراء وابن قتيبة، ينظر: معاني القرآن للفراء ٣/ ٦٩، تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص ٤١٤.
(٣) وبها قرأ أيضًا ابنُ عامر وابنُ ذكوان، وهشامٌ من طريق الداجوانِيِّ، وأبو حيوة وحميد بن قيس. ينظر: السبعة ص ٦٠٥، تفسير القرطبي ١٦/ ٢٩٥، البحر المحيط ٨/ ١٠٢، النشر ٢/ ٣٧٥، الإتحاف ٢/ ٤٨٤.
(٤) الذي قاله الفراء: "آزَرْتُ أُؤازِرُهُ مُؤازَرةً: قَوَّيْتُهُ وعاوَنْتُهُ، وهي المُؤازَرةُ". معانِي القرآن ٣/ ٦٩، أما النص الذي أورده المؤلف هنا فقد حكاه الأزهري عن الفراء، فقال: "قال الفراء: أزَرَهُ يَأْزِرُهُ أزْرًا أي: قَوّاهُ، ومنه قول اللَّه: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي}؛ أي: قَوِّني". معاني القراءات ٣/ ٢٢، وحكاه عن الفراء في التهذيب أيضًا ١٣/ ٢٤٧، وينظر: الوسيط ٤/ ١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>