قال الترمذي: هذا حديث حسن! وقد رُوي عن ابن عيينة كلتا الروايتين، فقال بعضهم: عن أبي خزامة، عن أبيه، وقال بعضهم: عن ابن أبي خزامة، عن أبيه، وقد روى غير ابن عيينة هذا الحديث عن الزهري، عن أبي خزامة، عن أبيه، وهذا أصح، ولا نعرف لأبي خزامة غير هذا الحديث. قلت: في " التقريب ": ابن أبي خزامة عن أبيه، وقيل: عن أبي خزامة عن أبيه -وهو الصحيح- مجهول. وفي " التهذيب ": أبو خزامة السعدي أحد بني سعد بن الحارث بن هذيم، روى حديثه الزهري عن ابن أبي خزامة، عن أبيه ... وقيل: عن الزهري، عن أبي خزامة، عن أبيه. قلت (القائل ابن حجر): صوابه أحد بني الحارث بن سعد بن هذيم، كذا جاء مصرحاً به في رواية الحاكم في " المستدرك " ٤/ ١٩٩ لهذا الحديث من طريق الزهري، عن أبي خزامة، عن أبيه، وهو الصواب. (قلت: وقد تحرف في المطبوع من " المستدرك ": " أحد بني " إلى: حدثني). وقال مسلم في الطبقة الأولى من أهل المدينة في التابعين: أبو خزامة بن يعمر، وقال ابن عبد البر: أبو خزامة ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أخطأ فيه راويه عن الزهري، وهو تابعي، وحديثه مضطرب. ورواه الطبراني (٥٤٦٨) من طريق الزهري في " المجمع " ٥/ ٨٥: والحارث لم أعرفه! وبقية رجاله رجال الصحيح غير أبي خزامة. قلت: في رواية الطبراني تحريف في قوله: " عن الحارث " والصواب عن أبي خزامة أحد بني الحارث. قال ابن الأثير في " أسد الغابة " ٢/ ٣٧٩، والحافظ في " الإصابة " ٢/ ١٢٢: وقد رواه على الصواب: الليث بن سعد، وابن المبارك، وسليمان بن بلال، عن يونس، عن الزهري، عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد، عن أبيه. قال الحافظ: والمراد بقوله: " أحد بني الحارث بن سعد " أنه من ذريته، لا أنه ولده لصلبه. وقد تنبه لهذا التحريف ابن عبد البر في " التمهيد "، فأخرجه من طريق ابن عيينة، عن الزهري، عن أبي خزامة، عن أبيه، ثم نقل عن إسماعيل القاضي أنه اختلف فيه على يونس، فقال سليمان بن بلال: عنه، عن الزهري، عن أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد، عن =