للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روى بعضُ أصحاب الأعمش هذا عنه، عن أبي صالحٍ عن أبي سعيد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).

وقد روي هذا الحديث من غير وجهٍ عن أبي هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم - (٢). وبوَّب (٣) عليه باب حجاج آدم وموسى.

فقوله: وفي الباب عن عمر وجُندب يدل على عدم تفرُّد أبي هريرة بهذا الحديث.

وذكر ابن كثير في الأول من " البداية والنهاية " (٤): أنه متواتر عن أبي هريرة، وذكر من طرقه الجمة ما يُصدِّقُ ذلك، ثم ذكر له شواهد عن غير أبي هريرة.

ولا حجة لنفاة القدر في مَلام موسى لآدم، لأنه كان في ذلك كالناسي الغافل عن تذكُّر القدر، لا أنه جاحدٌ له، ولذلك لما ذكَّرَه آدم لم ينكره.

وقد تقدم أن وجهه أنه لامه على خروجه من الجنة وإخراج ذريته، وكل ذلك من فعل الله تعالى لا ذنب فيه له، لأنه عقوبة ذنبه، ولو شاء الله ما عاقبه لا سيما وذنوب الأنبياء صغائر، ولا حجة للعصاة في القدر إجماعاًً والله أعلم.

السابع عشر: ذكر الهيثمي من شواهد حديث أبي هريرة حديث جندب مرفوعاً بنحوه. قال: رواه أبو يعلى وأحمد بنحوه، والطبراني ورجاله رجال الصحيح (٥).


(١) وسيأتي تخريجه في الصفحة الآتية.
(٢) انظر " صحيح " ابن حبان (٦١٧٩) و (٦١٨٠) و (٦٢١٠) بتحقيقنا.
(٣) أي: الترمذي.
(٤) ١/ ٧٥ - ٧٩.
(٥) أخرجه أحمد ٢/ ٤٦٤، وأبو يعلى (١٥٢١) و (١٥٢٨)، والطبراني في " الكبير " (١٦٦٣)، وابن أبي عاصم في " السنة " (١٤٣) من طريق حماد بن سلمة، عن حميد، عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>