ولا فرق بينهما إلا المجيء بهذا النعت الذي ليس فيه معنى يحسن معه النصب.
فأما الوجه الآخر الذي ذكره محمد وأنه يحمله على أعني فقد أتى به سيبويه بقول مطلق في جميع هذا الباب في غير المدح والذم، وأنه يحمله كله على أعني، وأنشد البيت الذي ذكره شاهدا:
وما غرني حوز الرزامي محصنا ... عواشيها بالجو وهو خصيب
فإنما كان يلزمه لو قال: إنه لا يجوز على كل حال غير الرفع، وهو إذا رفع لم يذهب منه معنى الفخر أيضا كما أنه إذا قال: سلام عليك فرفع لم يذهب منه معنى الدعاء.
مسألة [٦٤]
ومن ذلك قوله في هذا الباب، زعم عن الخليل أن قوله:
أيام جمل خليلا لو يخاف لها ... صرما لخولط منه الروح والجسد
قال: هذا بمنزلة قولك: حسبك به رجلا، ولله دره فارسا.
قال محمد: وإنما هذا كقولك: أتيته يوم عبد الله قائما، إذا عرف اليوم به، ولم تضفه إلى الابتداء والخبر.