وَبَايَعْتُ وَشَرِبْتُ مَعَهُ شَرْبَةً مِنْ سَوِيقٍ، شَرِبَ أَوَّلَهَا وَسَقَانِي آخِرَهَا، فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ أَجِدُ شِبَعَهَا كُلَّمَا جُعْتُ، وَبَرْدَهَا كُلَّمَا عَطِشْتُ، وَرِيَّهَا كُلَّمَا ظَمِئْتُ إِلَى يَوْمِي هَذَا، ثُمَّ تَسَنَّمْتُ هَذَا الْجَبَلَ الْأَبْيَضَ أَنَا وزَوْجَتِي وَبَنَاتٌ لِي، فَكُنْتُ فِيهِ أُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَمْسَ صَلَوَاتٍ، وَأَصُومُ شَهْرًا فِي السَّنَةِ، وأَذْبَحُ لِعَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ» فَذَلِكَ مَا عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَخَلَتْ هَذِهِ السَّنَةُ، فَلَا وَاللَّهِ مَا بَقِيَتْ لَنَا شَاةٌ إِلَّا شَاةٌ وَاحِدَةٌ بَغَتَهَا الذِّئْبُ الْبَارِحَةَ، فَأَكَلَ بَعْضَهَا وَأَكَلْنَا بَعْضَهَا، فَالْغَوْثَ، الْغَوْثَ «فَقَالَ عُمَرُ:» أَتَاكَ الْغَوْثُ، أَصْبِحْ مَعَنَا بِالْمَاءِ «وَمَضَى عُمَرُ حَتَّى جَاءَ الْمَاءَ، وَجَعَلَ يَنْتَظِرُ، وَأَخَّرَ الرَّوَاحَ مِنْ أَجْلِهِ، فَلَمْ يَأْتِ، فَدَعَا صَاحِبَ الْمَاءِ، فَقَالَ: إِنَّ أَبَا عَقِيلٍ الْجُعَيْلِيَّ مَعَهُ ثَلَاثُ بَنَاتٍ لَهُ وَزَوْجَتُهُ، فَإِذَا جَاءَكَ فَأَنْفِقْ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ حَتَّى أَمُرَّ بِكَ رَاجِعًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَلَمَّا قَضَى عُمَرُ حِجَّهُ رَجَعَ وَدَعَا صَاحِبَ الْمَاءِ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ أَبُو عَقِيلٍ؟ فَقَالَ: جَاءَنِي الْغَدَ يَوْمَ حَدَّثْتَنِي، فَإِذَا هُوَ مَوْعُوكٌ، فَمَرِضَ عِنْدِي لَيَالِيَ، ثُمَّ مَاتَ، فَذَاكَ قَبْرُهُ، فَأَقْبَلَ عُمَرُ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:» لَمْ يَرْضَ اللَّهُ لَهُ فِتْنَتَكُمْ، ثُمَّ قَامَ فِي النَّاسِ فَصَلَّى عَلَيْهِ، وَضَمَّ بَنَاتَهُ وَزَوْجَتَهُ، فَكَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِمْ"
لَا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي عَقِيلٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ مَرَّارٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute