قال ابن قدامة:«سبيل الله عند الإطلاق إنَّما ينصرف إلى الجهاد، فإنَّ كل ما في القرآن من ذكر سبيل الله»(١).
فإذًا حمْل معنى {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} على الجهاد من باب الظاهر، ولم يُعرَف معناه بمرجِّح خارجي، وإنَّما بذاته.
قوله:«يُحمَل على المحكَم». فدلَّ هذا على أنَّه لا يُعمَل بالمجمل إلى أن يتَّضِح معناه.
ولما قال:«يجب العمل بالظاهر». دلَّ هذا على أنَّ الأصل العمل به إلَّا إذا دلَّ الدليل على خلافِ ذلك.
لذلك قال:«ولا يُعدَل عنه إلا لدليل». فمعرفة الظاهر والمجمل وأمثلتهما مهمٌّ، لا سيما الظاهر، وأختِم بمثالٍ يتعلق بالظاهر ثم بتنبيهٍ: لفظ «التطهير» في الكتاب والسنَّة جاء بمعان ثلاثة:
المعنى الأول: إزالة النَّجاسة.
المعنى الثاني: رفع الحدث، وأمثلتهما كثيرةٌ.
المعنى الثالث: التنظيف: أي بما يكون لغير النَّجاسة.