للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مات يوم الأربعاء لثنتي عشرة ليلة بقيت من رمضان، سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، يوم مات عبد السلام الجبائي، فقيل: مات علم اللغة والكلام جميعا.

ورثاه جحظة بقوله:

فقدت بابن دريد كلّ منفعة ... لمّا غدا ثالث الأحجار والترب (١)

وكنت أبكي لفقد الجود مجتهدا ... فصرت أبكي لفقد الجود والأدب

ومن نظم ابن دريد في النرجس:

عيون ما يلم بها الرّقاد ... ولا يمحو محاسنها السّهاد (٢)

إذا ما الليل صافحها استهلّت ... وتضحك حين ينحسر السّواد

لها حدق من الذهب المصفّى ... صياغة من يدين له العباد

وأجفان من الدر استفادت ... ضياء مثله لا يستفاد

على قضب الزبرجد في ذراها ... لأعين من يلاحظها مراد

في «ربيع الأبرار» للزمخشري: جمع ابن دريد ثمانية أسماء في بيت واحد:

فنعم أخو الجليّ ومستنبط الندى ... وملجأ محزون ومفزع لاهث

قال ابن خالويه في شرح «المقصورة»: كان ببغداد الكرماني صاحب لغة، وكان يطعن على ابن دريد، وينقض عليه الجمهرة، فجاء غلام لابن دريد فجلس بحذائه في

الجامع، ونقض على الكرماني جميع ما نقضه على ابن دريد، فقال: اكتبوا: بسم الله الرحمن الرحيم، قال أبو بكر بن دريد أعزه الله تعالى: عننت الفرس إذا حبسته بعنانه، فإن حبسته بمقوده فليس بمعنّ، قال الكرماني الجاهل: أخطأ ابن دريد، لأنه إن كان من عننت فيجب أن


(١) معجم الأدباء ٦/ ٤٨٩.
(٢) معجم الأدباء ٦/ ٤٩٣.