للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له مجلس مناظرة، وأوردوا عليه المسائل التي أنكروها فأجاب، وخرجها مخارج محتملة، فلم يرضوا منه بذلك؛ لكونهم لم يفهموا مقاصده، وقرروا عند السلطان أنه مبتدع، فاتفق [أنه مرض (١)] بعد أيام قليلة، ومات في المحرم.

واتفق أن علي بن يوسف مات بعده في رجب على مزبلة بغير صلاة ولا دفن، بحسب ما قرره معه من طعن عليه من المتفقهة، فاتفق أن بعض أهل الفضل لما بلغته وفاته، أرسل عبدا أسود نادى جهارا، أحضروا جنازة فلان، فامتلأت الرحاب بالناس، فغسلوه وصلوا عليه ودفنوه.

٢٨١ - عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب أبو هاشم بن أبي علي الجبّائي (٢).

من رءوس المعتزلة هو وأبوه، وسيأتي.

له تصانيف و «تفسير» مات في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ببغداد.

قال ابن درستويه: اجتمعت مع أبي هاشم، فألقى عليّ ثمانين مسألة من غريب النحو ما كنت أحفظ لها جوابا، وكان موته هو وابن دريد في يوم واحد، فقيل: مات علم الكلام واللغة معا.

وقال ابن عبد الملك في «ذيل الصلة» لابن بشكوال: سعى عليه سعاية باطلة عند علي بن يوسف بن تاشفين، فأحضره إلى مراكش، فلما وصل إليها قال: لا أعيش إلا قليلا، ولا يعيش الذي أحضرني بعدى إلا قليلا، فعقد


(١) تكملة عن لسان الميزان.
(٢) له ترجمة في: البداية والنهاية لابن كثير ١١/ ١٧٦، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ١١/ ٥٥، العبر للذهبي ٢/ ١٨٧، الفهرست لابن النديم ١٧٤، لسان الميزان للذهبي ٤/ ١٦، المنتظم لابن الجوزي ٦/ ٢٦١، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ٣/ ٢٤٢.