للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا أنت، فأما ركوعك، وإذا أردت أن تركع فاجعل كفيك على ركبتيك، وافرج بين أصابعك، ثم ارفع رأسك فانتصب قائما حتى يرجع كل عظم إلى مكانه، فإذا سجدت فامكن جبهتك من الأرض ولا تنقر. وأما صيامك فصم من الأيام البيض، يوم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة. وأما الغسل من الجنابة فتوضأ وضؤك للصلاة، ثم أفض على رأسك، ثم أفض على سائر جسدك. ثم أقبل صلّى الله عليه وسلم على الأنصاري، فقال: يا أخا الأنصار سل عن حاجتك، وان شئت أنبأتك بالذي جئت تسألني عنه؟ قال: فذاك أعجب إليّ يا رسول الله. قال صلّى الله عليه وسلم: فإنك جئت تسألني عن خروجك من بيتك تريد البيت الحرام ماذا لك فيه؟ وعن وقوفك بعرفات، تقول: ماذا لي فيه؟ وعن طوافك بالبيت، وتقول: ماذا لي فيه؟ وعن رميك الجمرة، وتقول: ماذا لي فيه؟ وعن حلقك رأسك، وتقول: ماذا لي فيه؟ فقال: والذي بعثك بالحق إنّ هذا للذي جئت أسألك عنه. فقال صلّى الله عليه وسلم: أما خروجك من بيتك تؤمّ البيت الحرام فإن لك بكل موطئة تطأها راحلتك ان يكتب لك بها حسنة وتمحى عنك سيئة، فإذا وقفت بعرفات فإن الله-تبارك وتعالى-ينزل إلى السماء الدنيا، فيقول لملائكته: هؤلاء عبادي جاؤني شعثا غبرا من كل فج عميق يرجون رحمتي، ويخافون عذابي، وهم لا يروني، فكيف لو رأوني؟ فلو كان عليك مثل رمل عالج ذنوبا، أو قطر السماء، أو عدد أيام الدنيا، غسلها الله عنك. وأما رمي الجمار فإن ذلك مدخور لك عند ربك فإذا حلقت رأسك كان لك بكل شعرة تسقط من رأسك أن يكتب لك حسنة ويمحى عنك سيئة، فإذا طفت بالبيت خرجت من ذنوبك وليس عليك منها شيء (١).


(١) رواه عبد الرزاق في المصنّف ١٥/ ٥ - ١٧،من طريق: ابن مجاهد به بنحوه. وابن حبّان، من طريق: طلحة بن مصرّف، عن مجاهد، عن ابن عمر بنحوه.
(موارد الظمآن ص:٢٣٩).وذكره المحبّ الطبري في القرى ص:٣٥،وزاد نسبته لابن الجوزي في مثير الغرام. وأورده المتقي في كنز العمّال ١٢/ ٥،وعزاه للبيهقي في الشعب.

<<  <  ج: ص:  >  >>