وقد فرّق الأستاذ ملحس بين ثبير النخيل وثبير الزنج، وأهمل ابن ظهيرة ذكر ثبير النخيل، مع أنّه ذكر ثمانية من أثبرة مكة. والذي يجب أن نعوّل عليه في تعريف ثبير النخيل هو ما ذكره الفاكهي والأزرقي، فالأزرقي جعل ثبير الزنج جزءا من ثبير النخيل، والفاكهي جعل ثبير الزنج هو ثبير النخيل كلّه. وجبل الزنج سمّاه ابن ظهيرة في الجامع اللطيف ص:٣١٤: جبل النوبي، بأسفل مكة في جهة الشبيكة، وبه مولد عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-. وقال الأستاذ البلادي في معالم مكة ص:٥٦ عن ثبير الزنج: (وهو المعروف اليوم بجبل المسفلة، وله أسماء عديدة منها: جبل عمر: يطلق على القسم المشرف على الشبيكة ... وجبل الناقة يجاور جبل عمر من الجنوب الشرقي ... يجاور ذلك جبل الشراشف، وفي الجنوب الغربي، جبل النوبة ... ويسمّى غربه جبل الحفاير) أه.قلت: قد أحسن الأستاذ البلادي في تفصيل جبال هذا الثبير، فهو إذن سلسلة جبليّة تبدأ من ريع الحفاير وتنتهي بقوز المكّاسة، وهذا الجبل هو الذي يفصل بين حيّ المسفلة بكامله، وحيّ الحفاير بكامله (الطندباوي).وقد فتح في هذا الجبل نفقان يربطان بين حيّ المسفلة وبين حيّ الطندباوي وشارع المنصور. (٢) هذا هو القول الأول في تحديد الأقحوانة، وسبق أن سمّينا هذا الجبل (الرباب) إذ هو الجبل الذي يمرّ سيل منى بينه وبين ثبير. (٣) سبق تحديدنا لموضع بئر ميمون. أمّا بئر ابن هشام فلا يبعد عن موضع بئر ميمون، وعلى ذلك فتكون الأقحوانة أرضا فضاء، وليست جبلا. وهذا ما جزم به الزبير بن بكّار-كما سيأتي-وهذا ثاني تحديدات الأقحوانة.