وَفِي الْحَدِيثِ تنبيهٌ ودليلٌ بِالإِخْبَارِ الصَّحِيحِ عَلَى مَحَلِّ هَذَيْنِ الصِّفَتَيْنِ، وَعِظَمِ شَأْنِهِمَا، وَجَلالَةِ خطرِهِمَا، إِذْ لا يَتَوَصَّلُ إِلَى رِئَاسَةِ الدُّنْيَا وَسَعَادَةِ الآخِرَةِ إِلا بِهِمَا، لَكِنْ إِذَا صَرَفَا فِي الطَّاعَةِ، فَالْمَغْبُونُ مِنْ غُبِنَ صِحَّةَ جِسْمِهِ، وَفَرَاغَ قَلْبِهِ، وَأَكْثَرُ النَّاسِ يُغْبَنُ فِيهِمَا بِاغْتِرَارِهِمْ بِدَوَامِهَا، وَيَغْفُلُونَ عَنِ اغْتِنَامِهَا، وَلا تُسْتَطَاعُ مصلحةٌ مِنْ مَصَالِحِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إِلا بِهِمَا، فَقَدْ أَبْلَغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأُمَّتِهِ فِي النَّصِيحَةِ، وَأَوْجَزَ فِي اللَّفْظِ بِلُغَتِهِ الْفَصِيحَةِ، وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ كفايةٌ لِمَنْ كَانَ لَهُ قلبٌ وفقهٌ، وَهِمَّتُهُ شريفةٌ، وَنِيَّتُهُ صادقةٌ صحيحةٌ.
هَذَا الشَّيْخُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ النِّعَالِيَّ، وَأَبَا الْخَطَّابِ نَصْرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنَ الْبَطِرِ الْقَارِئَ، وَأَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ أَيُّوبَ الْبَزَّارَ، وَأَبَا الْفَتْحِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ عُلْوَانَ بْنِ قيس الشيباني، وغيرهم، مولده سنة سبعين وأربعمائة بِالْحَرْبِيَّةِ، غَرْبِيِّ مَدِينَةِ السَّلامِ بَغْدَادَ، وَتُوُفِّيَ سَنَةَ اثنتين وخمسين وخمسمائة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute