وعلى تفنن واصفيه بحسنه ... يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف "وإلى الله تعالى" لا إلى غيره, "أضرع" أخضع وأذل, "أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم, مخلصًا" بضم الميم وسكون وسكون الخاء وفتح اللام، أي: مبعدًا, "من شوائب الرياء ودواعي التعظيم" جمع شائبة، والمراد بها هنا: الأسباب التي يحصل بها الرياء, "وأن ينفعني به والمسلمين والمسلمات في المحيا والممات" بالثواب؛ لأنَّ تأليف الكتب من العمل الباقي بعد الموت، كما قيل في قوله -صلى الله عليه وسلم: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث" فذكر منها: "أو علم ينتفع به"، وقد قال بعضهم: الأقسام السبعة التي التي لا يؤلف عالم عاقل إلّا فيها, هي: إما شيء لم يسبق إليه يخترعه, أو شيء ناقض يتممه, أو شيء مغلق يشرحه, أو شيء طويل يختصره دون أن يخلّ بشيء من معانيه, أو شيء مفرَّق يجمعه، أو شيء مختلط يرتبه، أو شيء أخطأ فيه مصنفه فيصلحه. انتهى. وكل ذلك داخل في قوله: "أو علم ينتفع به" بشرط كون العلم شرعيًّا, "سائلًا من وقف عليه من فاضلٍ أنار الله بصيرته" هي قوة القلب المنور بنور القدس، يرى حقائق الأشياء وبواطنها بمثابة البصر للعين, يرى به صور الأشياء وظاهرها، قاله ابن الكمال, وقال الراغب: البصر الجارحة كلمح البصر والقوة التي فيها، ويقال: لقوة القلب المدركة بصيرة وبصر, ولا يكاد يقال للجارحة بصيرة, "وجبل" بفتح الجيم والباء- طبع, "على الإنصاف سريرته, أن يصلح بحلمه عثاري" بعين مكسورة ومثلثة مصدر عثر, إذا انعقل في ثوبه مثلًا, فسقطت رجله عن الاستقامة، والمراد هنا: الزلة، فقوله: "وزلّي" عطف تفسير, "ويسد بسداد" بكسر السين وفتحها "فضله". قال في المصباح: السداد -بالكسر: ما يسد به القارورة وغيرها، واختلف في سداد من عيش وسداد من عوز لما يرمق به العيش وتسد به الخلة، فقال ابن السكيت والفارابي، وتبعه