للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد روى أبو بكر الآجري في كتاب "صفة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم", من طريق إسحاق بن عيسى بن بنت داود بن أبي هند، عن عثيم بن نسطاس المدني قال: رأيت قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في إمارة عمر بن عبد العزيز، فرأيته مرتفعًا نحوًا من أربع أصابع، ورأيت قبر أبي بكر وراء قبره، ورأيت قبر عمر وراء قبر أبي بكر أسفل منه.

ثم الاختلاف في ذلك في أيهما أفضل، لا في أصل الجواز، ورجَّح المزني التسنيم من حيث المعني، بأن المسطح يشبه ما يصنع للمجوس، بخلاف المسنّم.

ويرجّح التسطيح ما رواه مسلم من حديث فضالة بن عبيد أنه أمر بقبر فسوي ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بستويتها.


وقد روى أبو بكر الآجري" بضم الجيم وتشديد الراء المهملة- نسبة إلى عمل الآجر وبيعه, وإلى درب الآجر كما في اللب الحافظ الإمام، المحدث القدوة، محمد بن الحسين بن عبد الله البغدادي, كان عالمًا عاملًا دينًا صاحب سنة، توفي في محرم سنة ست وثلاثمائة, في كتاب صفة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- من طريق "إسحاق بن عيسى" القشيري البصري، صدوق يخطى، وهو "ابن بنت داود بن أبي هند" البصري "عن عثيم" بمهملة فمثلثة مصغر, "ابن نسطاس" بكسر النون المهملة "المدني", وهوأخو عبيد مولى آل كثير بن الصلت، تابعي مقبول كما في التقريب، ونسخة بسطام تحريف "قال: رأيت قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في إمارة عمر بن عبد العزيز" على المدينة من جهة ابن عمه الوليد, "فرأيته مرتفعًا نحوًا من أربع أصابع، ورأيت قبر أبي بكر" وراء قبره، ورأيت قبر عمر وراء قبر أبي بكر أسفل منه", ورواه أبو نعيم بزيادة وصورة لنا.
المصطفى
أبو بكر
عمر
"ثم الاختلاف في ذلك في أيهما أفضل لا في أصل الجواز", فإن كلًّا جائز, "ورجَّح لمزني التسنيم من حيث المعنى، بأنَّ المسطح يشبه ما يصنع للمجوس", وفي نسخة: للجولس, والذي في الفتح للمجوس, "بخلاف المسنم", ورجَّحه ابن قدامة، بأنه يشبه أبنية أهل الدنيا, وهو من شعار أهل البدع، فكان التنسيم أولى، هكذا في الفتح قبل قوله: "ويرجّح التسطيح ما رواه مسلم من حديث فضالة" بفتح الفاء "ابن عبيد" بضم العين "أنه أمر بقبر فسوي، ثم قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر بتسويتها", وقد ردَّ على من قال: إنه صار شعار الروافض، بأن السنة لا تترك بموافقة أهل البدع عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>