"قال" جابر: "فجعلن يتصدقن من حليهن": بضم الحاء وكسر اللام وشد التحتية، جمع حلى بفتح فسكون، أي: من الأشياء التي معهن من الحلي كقرط وخاتم، فالحلي هو المتصدق به لا رأس المال، فلا حجة فيه لمن قال بوجوب زكاة الحلي "ويلقين في ثوب بلال من أقراطهن" جمع قراط، بزنة رماح جمع قرط بضم فسكون فهو جمع الجمع كما قال عياض: والقرط كل ما علق في شحمة الأذن من ذهب أو خرز "وخواتمهن" بغير تحتية بعد الفوقية، جمع خاتم بفتح التاء وكسرها وهذا بيان لقوله: من حليهن "رواه" أي: حديث جابر المذكور برواياته الثلاثة "البخاري ومسلم" واللفظ له في الرواية الثالثة. "وفي رواية أبي سعيد الخدري عند البخاري" بلفظه، ومسلم بنحوه، وقد سبق أول هذه الرواية أول الفرع الثالث، وهو كما قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى "فأول شيء يبدأ به الصلاة، ثم ينصرف" منها "فيقوم مقابل الناس" أي: مواجها لهم، ولابن حبان: فينصرف إلى الناس قائما في مصلاه، ولمسلم: فإذا صلى صلاته وسلم قام فأقبل على الناس "والناس جلوس على صفوفهم" جملة اسمية حالية "فيعظهم" يخوفهم العواقب "ويوصيهم" بسكون الواو، بما ينبغي الوصية به "ويأمرهم" بالحلال "وينهاهم" عن الحرام، ولمسلم: وكان يقول: "تصدقوا تصدقوا"، وكان أكثر من يتصدق النساء. "فإن كان يريد أن يقطع بعثا" أي: يخرج طائفة من الجيش إلى جهة من الجهات "قطعه أو يأمر بشيء أمر به". ولفظ مسلم: فإن كان له حاجة يبعث ذكره للناس، أو كانت له حاجة بغير ذلك أمرهم بها، وتخصيص ذلك بالعيدين لاجتماع الناس هناك فلا يحتاج أن يجمعهم مرة أخرى "ثم ينصرف" إلى المدينة "فقال": وفي رواية قال "أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك" الابتداء