"السادس: في خطبته -صلى الله عليه وسلم- وتقديمه صلاة العيدين عليها، عن ابن عمر قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر يصلون العيدين قبل الخطبة"، رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي" بطرق متعددة. "وعن جابر" بن عبد الله "أنه -صلى الله عليه وسلم- خرج يوم" عيد "الفطر" إلى المصلى "فبدأ بالصلاة قبل الخطبة". وفي رواية" عن جابر أيضا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "قام" على قدميه "فبدأ بالصلاة" يوم العيد "ثم خطب الناس" بعد كما في الرواية، أي: بعد الصلاة "فلما فرغ" من الخطبة "نزل" فيه إشعار بأنه خطب على مكان مرتفع لما يقتضيه قوله: نزل. وعند ابن خزيمة: خطب -صلى الله عليه وسلم- يوم عيد على رجليه، وهذا مشعر بأنه لم يكن بالمصلى في زمانه منبر، ويدل عليه حديث أبي سعيد كما يأتي. قال الحافظ: فلعل الراوي ضمن نزل معنى الانتقال، أي: انتقل "فأتى النساء فذكرهن" بشد الكاف، أي: وعظهن "وهو يتوكأ" أي: يعتمد "على يد بلال". وزعم عياض أن وعظه النساء كان في أثناء الخطبة، وأنه كان في أول الإسلام وأنه من خصائصه، وتعقبه النووي بهذه الرواية المصرحة بأن ذلك كان بعد الخطبة والخصائص لا تثبت بالاحتمال "وبلال باسط ثوبه يلقي" بضم التحتية، أي: يرمي "فيه النساء صدقة"؛ لأنه أمرهن بها. "وفي" رواية "أخرى" عن جابر أيضا "قال: شهدت" أي: حضرت "مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العيد، فبدأ" بالهمزة، أي: ابتدأ "بالصلاة قبل الخطبة" بضم الخاء "بلا أذان ولا إقامة، ثم قام