"وفي رواية أبي داود من حديث هريرة" كان صلى الله عليه وسلم يقرأ: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [المائدة: ٥٩] "في الركعة الأولى، وبهذه الآية: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: ٥٣] لك بالوحدانية ولرسولك بالصدق "أو: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ} بالهدى {بَشِيرًا} من أجاب إليه بالجنة {وَنَذِيرًا} من لم يجب إليه بالنار {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ} [البقرة: ١١٩] النار، أي الكفار لم لم يؤمنوا إنما عليك البلاغ: وفي قراءة بجزم تسأل نهيا. "قال أبو داود: شك الراوي" ولولا حرصه بذلك، لكان الظاهر أن أو للتنويع لا للشك، أي أنه تارة يقرأ بهذه وأخرى بهذه، والمراد أنه يقرأ بإحدى هاتين في الركعة الثانية فوافق أبو هريرة ابن عباس فيما كان يقرأه في الأولى وخالفه فيما يقرؤه في الثانية بحسب ما سمعه كل منهما، وليس المعنى أنه يقرأ إحدى الآيتين مع آية: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ} [المائدة: ٥٩] في ركعة؛ لأنه يدفعه تقييده بقوله في الأولى، فأفاد أن إحدى الآيتين في الآخرة. "وقال أبو هريرة: قرأ" رسول الله صلى الله عليه وسلم "في ركعتي الفجر: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: ١] و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: ١] لما فيهما من التوحيد ففي الأولى نفي الشريك، وفي الثانية إثبات الإلهية "رواه مسلم وأبو داود والترمذي" وهذه الأحاديث تدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيهما تارة بهاتين السورتين وتارة بالآي السابقة. "وقد روى ابن ماجه