"وقد استدل بحديث البخاري ومسلم" المذكور أولا "على استحباب تخفيف صلاة الضحى وفيه نظر" كما قال الحافظ "لاحتمال أن يكون السبب فيه التفرغ لمهمات الفتح لكثرة شغله به، وقد ثبت من فعله -صلى الله عليه وسلم- أنه صلى الضحى فطول فيها، أخرجه ابن أبي شيبة من حديث حذيفة" بن اليمان. "وأما حديث أم سلمة فرواه الحاكم من طريق إسحاق بن بشر المحاربي" عنها "قالت: كان -صلى الله عليه وسلم- يصلي الضحى ثنتي عشرة ركعة" ليس صريحًا أن الجميع منوي به الضحى لجواز أن ما زاد على الثمان من النفل المطلق كما أومأ إليه الحافظ بقوله: استدل بحديث أم هانئ على أن أكثر الضحى ثمان ركعات، ثم ذكر ما نقله المصنف بعد قليل بقوله: واستبعده السبكي، إلى قوله: ففرق بين الأكثر والأفضل، ثم قال: ولا يتصور ذلك إلا فيمن صلى الإثني عشرة بتسليمة واحدة، فأما من فصل فما زاد على الثمان يكون نفلا مطلقا وتأتي عبارته. "قلت: وروي" زياد علي من عد الحاكم من الصحابة خمسة وهم: جبير وأنس وعلي وأبو بكرة وجابر، فروي "عن ابن جبير بن مطعم" بن عدي النوفلي "عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى" زاد في نسخ "ست ركعات، رواه الحاكم أيضا" ففاته عده مع كونه رواه. "وعن أنس بن مالك قال: رأيت رسول اله -صلى الله عليه وسلم- صلى في السفر سبحة" أي: