"قال الشيخ شهاب الدين السمين: وهذا الاعتراض الأخير" الثالث "صحيح فقد نصوا على أن التصغير لا يدخل في الأسماء المعظمة شرعًا"، كأسماء الله تعالى وأنبيائه، لإيهامه التحقير، وإن جاء للتعظيم في قوله دويهية؛ لأنه إنما جاء فيما يجوز تصغيره تلطفًا منهم، كما قيل: ما قلت حبيبي من التحقير ... بل يعذب اسم الشيء بالتصغير وأجاب شيخنا عنه بأن التصغير يراد لغير التحقير، كالشفقة والمحبة، فيحمل اللفظ عليه، سيما مع وجود القرينة الدالة على ذلك، وقد يرد بأنه إنما ورد لغيره فيما يجوز تصغيره، إلا أن يقال: المنع إنما هو إذا وقع من غير الله، أما منه بقصد الملاطفة ونحوها، فلا يمتنع، لكن يرد بأنه ليس نصًا منه تعالى على ذلك، إنما هو على هذا التفسير، ولي بمتعين خصوصًا والمذاهب المنصور في أسماء الحروف، التي في أوائل السور؛ أنها مما استأثر الله بعلمه، "ولذلك يحكى أن" عبد الله بن مسلم "بن قتيبة" الدينوري "لما قال في المهيمن": بكسر الميم الثانية وفتحها، أي: المراقب "أنه مصغر من مؤمن، والأصل مؤيمن، فأبدلت الهمزة هاء" كراهة اجتماع همزتين في كلمة؛ لأن أصله مؤمن، وقلبت الأولى هاء لاتحاد مخرجهما، "قيل له: هذا يقرب من الكفر"؛ لأن أسماء الله وما في معناها من الأسماء العظيمة لا يناسبها التصغير؛ لأنه ينافي التعظيم، "فليتق الله قائله. انتهى". ومع ذلك، فهو تكلف لا حاجة إليه مع سماع أبنية يلتحق بها، والياء أصلية لا مبدلة، "وقيل: معنى يس يا محمد"؛ لأنه وضع له ابتداء، أو بواسطة، "قاله ابن الحنفية" محمد بن علي بن أبي طالب، الهاشمي أبو القاسم المدني، ثقة، روى له الجميع، اشتهر بأمه، مات بعد الثمانين، "والضحاك" بن مزاحم، "وقيل: يا رجل، قاله أبو العالية" رفيع بن مهران التابعي.