فتكرَّم -صلى الله عليه وسلم- فعجَّلها قبل الأجل وزيادة، فقال: "اذهب به يا عمر، فاقضه حقه وزده عشرين صاعًا مكان ما رعته؟ " فزعته، وما مصدريته، أي: في مقابلة روعك له، "ففعل" ذلك عمر، قال زيد: "فقلت يا عمر، كل علامات النبوة، قد عرفتها في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما" أي: لم أعلمهما، "يسبق حلمه" ثباته، وصفحه وصبره "جهله" حدته، فلا ينتقم، "ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا، فقد اختبرتهما" أي: صاحبهما؛ إذ الاختبار الامتحان، وهو لم يختبر الخصلتين، والمذكور بخط الشامي خبرتهما، بلا ألف، أي: علمتهما منه بما رأيت من فعله -صلى الله عليه وسلم, "فاشهد" يا عمر "أني، قد رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا". وفي رواية: وما حملني على ما رأيتني صنعت يا عمر إلّا أني كنت رأيت صفاته التي في التوراة كلها، إلا الحلم، فاختبرت حلمه اليوم، فوجدته على ما وصف في التوراة، وإني أشهدك أنَّ هذا التمر، وشطر مالي في فقراء المسلمين، وأسلم أهل بيته كلهم، إلّا شيخًا غلبت عليه الشقوة، "وعن أبي هريرة قال: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا، ثم قام، فقمنا حين قام، فنظرنا إلى أعرابي" لم يسم، "قد أدركه، فجذبه" وفي رواية، فجبذه، وهما لغتان صحيحتان "بردائه"