والمراد من إخباره هو بذلك، حثه على مزيد الجود، لعلمه أن ذلك يزيده جودا، فإن شأن العرب لا سيما قريش إذا وصفوا بالجود زادوا فيه. وقد روى ابن حبان عن سعد: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز بعثا إذ طلع العباس، فقال صلى الله عليه وسلم: "العباس عم نبيكم أجود قريش كفا وأوصلها وإن من ولده السفاح" لقب أول خلفائهم، يكنى أبا العباس، واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ولي الخلافة أربع سنين وتسعة أشهر، "والمنصور" أخاه أبا جعفر، واسمه يضا عبد الله بن محمد استخلفه أخوه، ولي الخلافة اثنتين وعشرين سنة، ومات سنة ثمان وخمسين ومائة بقرب مكة، محرما بالحج عن ثلاث وستين سنة، وكان محدثا فقيها بليغا حافظا للقرآن والسنة، جماعا للأموال، فلذا لقب أبا الدوانيق، "والمهدي" بن المنصور، وليها عشر سنين حتى مات سنة تسع وستين ومائة، وخصوا بالذكر لما وقع في ولايتهم من تسكين الفتن ودفع المظالم، حتى قيل في المهدي إنه في بني العباس كعمر بن عبد العزيز في بني أمية. "وذكر ابن حبان والملاء" بفتح الميم وشد اللام عمر الموصلي كان يملأ من بئر بجامع الموصل احتسابا، كان إماما عظيما، ناسكا زاهدا، وكان السلطان نور الدين الشهيد يشهد قوله، ويقبل شفاعته لجلالته. ذكره الشامي في أول فضائل الآل "من حديث ابن عباس أنه عليه الصلاة والسلام، قال: "يا أبا بكر هذا العباس قد أقبل، وعليه ثياب بيض، وسيلبس ولده من بعده السواد" أخبار بأنهم يصيرون خلفاء، وأن السواد يكون شعارا لهم، واختاروه اقتداء بلبسه صلى الله عليه وسلم يوم الفتح الأعظم العمامة السوداء، "وعن جابر بن عبد الله" رضي الله عنهما، قال "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليكونن في ولده -يعني العباس- ملوك يكونون أمراء أمتي يعز الله بهم الدين" وقد فعل، فزال