قال: وهذا هو الصحيح وغيره تخليط، "وعن ابن إسحاق أنها ولدت في سنة ثلاثين من مولده عليه الصلاة والسلام" قبل البعثة بعشر سنين، "وأدركت الإسلام" وأسلمت رضي الله عنها "وهاجرت" بعد بدر، كما رواه ابن إسحاق، عن عائشة، وعند ابن سعد بسند صحيح من مرسل الشعبي، أنها هاجرت مع أبيها، ويجمع بينهما بأن المعية مجازية، كما مر، "وماتت" أول "سنة ثمان من الهجرة"، كما رواه الواقدي عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، وجزم به في الإصابة والعيون وغيرهما. وروى مسلم عن أم عطية، قالت: لما ماتت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال: "اغسلنها وترا ثلاثا، أو خمسا واجعلن في الآخرة كافورا" الحديث، وهو في الصحيحين بدون تسمية زينب، وروى أن التي غسلتها أم أيمن وسودة بنت زمعة، وأم سلمة. قال ابن عبد البر: والتي شهدت أم عطية غسلها وتكفينها إنما هي أم كلثوم، ورده الحافظ المحفوظ أن قصة أم عطية إنما هي زينب كما في مسلم ويحتمل أن تكون شهدتهما جميعا انتهى وصلى عليها صلى الله عليه وسلم ونزل في قبرها، ومعه أبو العاصي وجعل لها نعش قيل وكانت أول من اتخذ لها ذلك، ولا يعارضه ما يأتي أن فاطمة أول من غطى نعشها كما لا يخفى ذكر ابن إسحاق وغيره: أن أبا العاصي لما من عليه صلى الله عليه وسم حين أسر ببدر ورجع إلى مكة أمرها باللحوق بأبيها، وذلك بعد بدر بشهر أو أكثر، فتجهزت فحملها في هودج على بعير ساقه بها أخوه كنانة بن الربيع، ومعه قوسه وكنانته، فخرج رجال من قريش، فادركوها بذي طوى، فسبق إليها هبار بن الأسود، وأسلم بعد ذلك فراعها بالرمح، وكانت حاملا فوقعت وأسقطت، فقام حموها كنانة ونثر كنانته، والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما فتكركر الناس