٢٨٩-[٢٩٨] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ بُزَيْغِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُزَيْغٍ الطَّرَسُوسِيُّ قراءة عليه قال وحدثنا أبو حفص الصائغ عمر بن أحمد قال: ثنا أبو ذر قال: قرأنا على أحمد بن سلمة الرازي حدثكم أبو عبد الله محمد بن عمر بن يزيد الرفاعي قال: ثنا عبد الكريم بن هارون الجرجاني قال حدثني أبي هارون عن أبيه عن سليمان الأشج وكان صاحب كعب الأحبار قال: إن ذا القرنين كان رجلا طوافا صالحا فلما وقف على جبل آدم صلى الله عليه وسلم الذي هبط عليه ونظر إلى موضع آدم هاله ذلك وفزع فوقف فقال له الخضر عليه السلام وكان صاحب لوائه الأكبر: مالك أيها الملك وقفت وفزعت؟ قال مالي لا أقف ولا أفزع وهذا أثر الادميين أرى موضع الكفين والقدمين وهذه الفرجة وأرى هذه الأشجار حوله قائمة ما رأيت في طوافي أطول من هذه الأشجار يابسة يسيل منها ماء أحمر إن لها شأنا فقال له الخضر عليه السلام: وكان قد أعطى العلوم والفهم، أيها الملك ألا ترى الورقة المعلقة من النخلة الكبيرة؟ قال ذو القرنين: بلى قال فهي تخبرك بنبأ هذا الموضع وكان الخضر عليه السلام يقرأ كل كتاب، فقال: أيها الملك أرى كتابا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب آدم أبي البشر أوصيكم ذريتي وبناتي أن تحذروا عدوي وعدوكم إبليس الذي كان بلين كلامه وفجور أمنيته أنزلني من الفردوس إلى تربة الدنيا فألقيت على موضعي هذا لا يلتفت إلي مائتي سنة بخطيئة واحدة حتى رست في الأرض وهذا أثري وهذه الأشجار من دموع عيني فعلي في هذه التربة أنزلت التوبة فتوبوا من قبل أن تندموا وبادروا من قبل أن يبادر بكم وقدموا من قبل أن يقدم بكم قال: فنزل ذو القرنين فمسح موضع جلوس آدم فإذا هو ثمانين ⦗١٣٧٣⦘ ومائة ميل موضع جلوسه فقط قال: ثم أحصى الأشجار فإذا هي سبعمائة شجرة كلها من دموع آدم نبتت فلما قتل قابيل هابيل تحولت يابسة وهي تبكي دما أحمر فقال ذو القرنين للخضر: ارجع بنا يا خضر فلا طلبت الدنيا بعدها أبدا.