وولده عليه السلام كلُّهم من خديجة إلا إبراهيم، فإنه من مارية القِبطيَّة. ولدت له أربع بنات لا خلاف في ذلك، وأكبرهنَّ زينب بلا خلاف ورقيَّة وأمُّ كلثوم وفاطمة، رضي الله عن جميعهنَّ. وكُلُّهُنَّ أدركن الإسلام، فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم.
وولدت له من الذكور القاسم، وبه كان يُكنى، والطاهر والطيِّب، كذا قال ابن إسحاق. وقال مصعب الزُّبيريُّ: ولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم، وبه كان يُكنى، وعبد الله وهو الطيِّب، والطاهر لأنه وُلِدَ بعد الوحي.
وتوفيت خديجة وهي بنت خمس وستين سنة في شهر رمضان، ودُفِنت بالحَجُون، ذكر ذلك محمد بن عمر الواقديُّ وغيره. ولم تمت خديجة رضي الله عنها إلا بعد الإسراء، وبعد أن صلت الفريضة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم سَودة بنتُ زَمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ودِّ بن نصر بن مالك ابن حِسْل بن عامر بن لؤي. وأمُّها الشَّموس بنت قيس بن زيد بن عمرو بن لبيد من بني عديِّ بن النجَّار. وزيدُ جدُّ الشَّموس أخو سلمى بنت عمرو أمِّ عبد المطلب. وكانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عند السَّكران بن عمرو أخي سُهيل بن عمرو، فخلف عليها بعده، تزوَّجها في قول الزّهريُّ قبل عائشة بمكة في سنة عشر من النبوّة. ولمَّا أسنَّت أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم طلاقها. فقالت له: لا تُطلِّقني، وأنت في حِلٍّ من شأني، فإنما أُريد أن أُحشر في أزواجك، وإني قد وهبتُ يومي لعائشة، وإني لا أريد ما يريد النساء. فأمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي عنها مع سائر من توفي منهنَّ من أزواجه.
وروى عروة بن الزبير عن عائشة قالت: ما من الناس أحبُّ إليَّ أن أكون في مِسلاخه من سودة بنت زمعة إلا أن بها حِدَّة. قال ابن أبي