وقيس بذا إلاّ وقال أولو النهى ... ألا إنَّ ذاك الجود في جنب ذا بخل
ولي حاجة عنت إليك، قضاؤها ... عليك بفضل الله يا سيدي سهل
زيارة أرض طيب الله تربها ... فما المسك مفضوض الختام لها شكل
هي البلدة الغراء طيبة التي ... بها ديم الرحمى مدى الدهر تنهل
فمن حل مثوى أنت فيه مخيم ... ويا طيب أقوام بطيبة قد حلوا
يكن آمنا من كل حزن وخيفة ... ويعظم له جاه ويكرم له نزل
فما داخل عدنا يخاف مثال الردى ... وتشهد آيات الكتاب الذي نتلو
ولا فرق ما بين الجنان وبينها ... لدى من له عقل من الناس أو نقل
وصلى عليك الله ما هبت الصبا ... وما كان للزمن التي أعصرت هطل
ومما له أيضاً رحمه، ملتزما تشبيه النعل المختصة بالشرف والرفعة، وقد أبصرها مرسومة بالحبر في رقعة:
أشفي برؤيتها يا نفسي الدنفه ... نعلا لرجل رسول الله مكتنفه
كأنَّ طرسا به بالحبر قد رسمت ... برد من الحبرات البيض ذو صنفه
ومما له أيضاً نفعه الله بها، ورسم مثال النعل الكريمة إثرها:
يا سائلا أفتيه إثر سؤاله ... عما يرى إنَّ يشك من إشكاله
تراه سواد القلب والعينين في ... شكل هلال الأفق من أشكاله
أخطأت لست بعائد ولكم مصيب مخطي في البعض من أقواله
فالبدر يكسف في منازل سعده ... ويصيبه النقصان إثر كماله
وكلاهما شين وهذا قد وفى ... من كل شين يدر سر جماله