للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وست مائة، وكانت إجازته البحر من المرية فتلاقى بها هو وذو الوزارتين أبو عبد الله بن الحكيم المذكور وكان قصدهما واحد ومسعاهما متعاضداً؛ فترافقا في السفر، كما ترافقا في الوطر. فدخل إفريقية ومصر والشام والحجاز وأخذ عمن لقي من الأئمة الأعلام، وأكثر من هذا الشان وأجاد فيه الضبط والإتقان وتوسع في الرواية وذهب في ذلك إلى ابعد غاية. وكان له تحقق بعلوم الحديث وبزجاله، وضبط أسناده، ومعرفة انقطاعه واتصاله، إماماً في هذا الشأن مشار إليه في هذا الفن معتمداً عليه مع كمال اثقة وشهوة العدالة.

قال القاضي أبو البركات أبن الحاج في حقه: أبن رشيد ثقة عدل من أهل هذا الشأن المتحققين به، وكان أيضاً من أهل المعرفة بعلم القراءات وصناعة العربية وعلم البيان والآداب والعروض والقوافي مشاركا في غير ذلك من الفنون من خدام الكتاب والسنة، حسن العهد كريم العشرة براً بأصدقائه، فاضلا في جميع أنحائه، أديباً بليغاً، ذاكراً متأدباً يقرض الشعر على تكلف ويجود النثر ويبصر مواقع حسنه، وأعظم عنايته بعلم الحديث: متنه وسنده ومعرفة رجاله، ولذلك كان جل اشتغاله، وفيه عظم احتماله، حتى حصل منه على غاية قصده ومنتهى آماله.

قرأ بسبتة بلده على الأستاذ أبي الحسن بن أبي الربيع القرآن العزيز بالقراءات السبع بمضمن كتاب التفسير، وتفقه عليه في العربية وقيد عنه

<<  <  ج: ص:  >  >>