ففي حنين وفي بدر وفي أحد ... تلفي مفاخرهم مشهورةً فيها
ولتسأل السير المرفوع مسندها ... فعن مواقفهم تروي مغازيها
مآثر خلد الحمن أثرتها ... بنصها من كتاب الله قاريها
ماذا يجيد بليغ أو ينمقه ... من الكلام ووحي الله تاليها
له الجهاد به تسري الرياح إلى ... ممالك الأرض من شتى أقاصيها
تحدى الركاب إلى البيت العتيق به ... فمكة عمرت منه نواديها
بشائر تسمع الدنيا وساكنها ... إذا دعا باسمك الأعلى مناديها
كفى خلافتك الغراء منقيبة ... أنَّ الإله يوالي من يواليها
وقد أفاد بنيه الدهر تجربة ... أنَّ السعود تعادي من يعاديها
إذا رميت سهام العز صائبة ... فما رميت بل التوفيق راميها
شكراً لمن عظمت منا مواهبه ... وإن تعد فليس العد يحصيها
عما قريب ترى الأعياد مقبلة ... من الفتوح ووفد النصر حاديها
وتبلغ الغلية القصوى بشائرها ... فقد أظلت بما ترضى مباديها
فاهنأ بما شئت من صنع تسر به ... وانو الأماني فالأقدار تدنيها
مولاي خذها كما شاءت بلاغتها ... ولو تباع لكان الحسن يشريها
أرسلتها حيثما الأرواح مرسلة ... نوادرا تنشر البشرى أهاليها
جاءت تهنيك عيد الفطر معجبة ... بحسنها ولسان الصدق يطريها
البشر في وجهها واليمن في يدها ... والسحر في لفظها والدر في فيها