هم المصابيح نور الله موقدها ... تضئ للدين والدنيا مشاكيها
هم النجوم وأفق الهدى مطلعها ... فوزا لمهديها عزا لهاديها
هم البدور كمال ما يفارقها ... هم الشموس ظلام لا يواريها
قضت قواضيها أن لا انقضاء لها ... وأمضت الحكم في الأعداء مواضيها
وخلدت في صفاح الهند سيرتها ... وأسنت عن عواليها معاليها
وأورثتك جهاداً أنت ناصره ... والأجر منك يرضيها ويحظيها
كم موقف ترهب الأعداء موقفه ... والخيل تردي ووقع السمر يرديها
ثارت عجاجته واليوم محتجب ... والنقع يوثر غما من دياجيها
والأسنة شهب كلما غربت ... في الدارعين تجلت من عواليها
وللسيوف بريق كلما لمعت ... تزجي الدماء وريح النصر يزجيها
أطلعت وجهاً تريك الشمس غرته ... تبارك الله ما شمس تساميها
من أين للشمس تطلق كله حكم ... يعيدها كل حين منك مبديها
لك الجياد إذا تجري سوابقها ... فللرياح جياد ما تجاريها
إذا انبرت يوم سبق في أعنتها ... ترى البروق طلاحاً لا تباريها
من أشهب قد بدا صبحا تراع له ... شهب السماء فإنَّ الصبح يخفيها
إلاّ التي في لجام منه قيدها ... فإنه سامها عزاً وتنويها
أو أشرقت مرعبٍ شقر البرق وقد ... أبقى لها شفقا في الجو تنبيها
أو أحمر جمره في الحرب متقد ... يعلو لها شرر من بأس مذكيها