للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الرؤساء الأعلام؛ الآخذين بأعنة الكلام، السابقين في حلبة النثار والنظام؛ وأن الفقيه الرئيس المدرك، الناظم الناثر أبا عبد الله محمد بن يوسف ابن زمرك؛ عفا الله عنه - وحسبك بمن ارتضاه مولانا) الجد (رحمه الله لكتابته، وصرفه في الوجوه المتعددة من رسالته وحجابته؛ فكان بذلك خليقاً، لما جمع فيه من أدوات الكمال علماً وتحقيقا؛ وإدراكاً ونُبلا، وفقها وأوصولاً، وفروعاً وأدباً وتحصلا، وبياناً وتفسيراً ونظما وترسيلا - لما كان قد أخفت الأيام سنى صبحه، وخابت وسائل نصحه، وعادت بعدوانها بعد فوز قدحه؛ وعثر بين أقدام أقوام لا يعرفون أي ذخر فقدوا، ولا أي مطلق من تصرفاته الجميلة قيدوا؛ مستبصرين بالجهل في دياجي غيهم، معجبين بما ارتكبوه من جياد بغيهم؛ جميعهم يلحظه بمقل داميه، وألفاظ حامية؛ يصابحونه بأوجه خلت عن الوجاهة، سيماها الحسد، وضميرها السخط بما قدره الواحد الصمد.

فخرّ على الألاءة لم يُوَسَّد ... كأن جَبِينَه سيفٌ صَقيلُ

فيا لله من أشلاء هنالك ضائعة، وأعلاق غير مصونة، ووسائل مخفورة؛ وأذمة قطعت أرحامها، ولم يرع ذمامها؛ وعاثت الأيدي الفاتكة حينئذ على بنيه، وارتكبوها شنعاءَ في أهله وذويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>