مخلق وجهه على الشبق تخـ ... ـليق عروس الإبناء للعرس
حر له سورة لدى السوط والز ... جر وعند العنان والمرس
فهو يسر الرواض بالنزق السـ ... ـاكن منه واللين والشرس
صهصلق في الصهيل تحسبه ... أشرج حلقومه على جرس
تقتل عشراً من النعام به ... بواحد الشد واحد النفس
قوله:«كأنني بي» من أقبح ألفاظ العوام وأسخفها، وقوله:«أحمر منها» يريد الخيل، ولا شيء أقبح من قوله:«منها»، وليست به إليها حاجة، وقوله:«أحوى»: فالحوة حمرة تضرب إلى السواد، وهي من الألوان التي تستحبها، وقوله:«كاللمى أو اللعس»، واللمى: هو سواد اللثة، ويدل
على طيب الفم، وبه قيل للمرأة لمياء، و «اللعس» سواد يعلو شفة المرأة البيضاء وقد جعله العجاج في الجسد كله، إذا كان بياضاً ناصعاً تعلوه أدمة خفيفة، قال:
وبشر مع البياض العسا
فجعله أبو تمام في ألوان الخيل، وقد كان في «أحوى» كفاية، لأنه اللون المعروف من ألوان الخيل، وهذا كله إنما يأتي به لشدة محبته للإغراب.