للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أحسن ما قال منصور النمري:

ترى الخيل يوم الروع يظمأن تحته ... وتروى القنا في كفه والمناصل

حلال لأطراف الأسنة نحره ... حرام عليها متنه والكواهل

وقد قيل: «فشككت بالرمح الأصم ثيابه»، أي: درعه.

وقوله: «خلط الشجاعة بالحياء»، من قول ليلى الأخيلية:

فتى هو أحيا من فتاة حيية ... وأشجع من ليث بخفان خادر

ولكنه مثله بمثال في غاية الحلاوة والحسن على ظاهره، وهو قوله: «كالحسن شيب لمغرم بدلال»، فجعل الحسن بإزاء الحياء، لأن الحياء يعصفر الوجه الجميل فيزيده حسناً، وجعل الدلالة بإزاء الشجاعة، ولو قال: «كالحسن شيب لمغرم بقسوة»، حتى تكون القسوة بإزاء الشجاعة، أو «بسطو عليه»، أو «بظلم» أو «تعد»، كان أكشف للمعنى، ولكن لفظة الدلال مع الحسن من أليق شيء بشيء، على أن المدل يقسو ويتعدى ويظلم، فلا أرى شيئاً أحسن من الدلال في هذا الموضع.

وقال أبو تمام:

إذا كانت الأنفاس جمراً لدى الوغى ... وضاقت ثياب القوم وهي فضافض

<<  <  ج: ص:  >  >>