فانه إنما أراد أضربك على الهامة لأن العطش يكون في الهامة. وأنشدنا لأبي محمد الفقعسي:
قد علمتُ أني مروِّي هامها ... ومُذهب الغليلِ من أوامِها
وقال الكميت يذكر طعن الثور:
بطعن كوقعِ شراد النقالِ ... يحاكي به اللبة الأبحلِ
السِراد المخصف وهو المِسرد، والنقال رقاع النعال واحدها نقيل، والأبجل العرق، يقول هذا يسيل واللبة تسيل فكأنهما يتباريان. وقال قيس بن الخطيم يصف طعنة:
ملكتُ بها كفِّي فأنهرت فتقها ... يرى قائم من دونها ما وراءها
ملكت شددت، ومنه قوله: أملكوا العجين فإنه أحد الريعين يريد شدوا عجنه، أراد أن البصر ينفذ فيها وهذا من إفراط الشعر وقبل هذا البيت.
طعنتُ ابن عبد القيسِ طعنةَ ثائرٍ ... لها نَفَذ لولا الشعاع أضاءَها
نفَذ الجرح منجمه من حيث نفذ أي ظاهره.
وقال جرير:
وعاوٍ عوى من غير شيءٍ رميته ... بقارعة أنفاذها تقطُر الدما
جع نَفذٍ، والشعاع ما تفرق من الدم وانتشر، يقول لولا ذلك
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute