للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٨٥١٦ - () أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: «إنَّ ناساً قالوا: ⦗٥٠⦘ يا رسول الله، ويا خيرنا وابنَ خيرِنا، ويا سيدنا وابنَ سيدنا، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: السَّيِّد الله، قالوا: أنتَ أفضلُنا فضلاً، وأعظمُنا طَوْلاً، فقال: يا أيُّها الناس، عليكم بقولكم، ولا يَستهوينَّكم الشيطانُ، إني لا أريدُ أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلنيها الله تبارك وتعالى، أنا محمدُ بنُ عبد الله، عبدُ [الله] ورسولُه» أخرجه ... (١) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(السيد الله) يريد بقوله: «السيد الله» أن حقيقة السؤدد لله، وأن الخلق كلهم عبيد له، وإنما منعهم أن يدعوه سيداً مع قوله: «أنا سيد ولد آدم» وقوله يوم حكم بني قريظة: «قوموا إلى سيدكم» يريد سعد بن معاذ، من أجل أنهم حديثو عهدٍ بالإسلام، وكانوا يحسِبون أن السيادة بالنبوَّة هي كأسباب الدنيا، وكان لهم رؤوساء يعظِّمونهم، وينقادون لأمرهم، ويسمونهم السادات، فعلمهم الثناء عليه، وأرشدهم إلى الأدب في ذلك، فقال: «قولوا بقولكم» أي: قولوا بقول أهل دينكم وملَّتكم، وادعوني نبياً ورسولا، كما سماني الله عز وجل في كتابه، فقال: {يا أيها النبيُّ} و {يا أيها الرسول} ولا تسمُّوني سيداً، كما تسمون رؤساكم وعظماءكم، ولا تجعلوني مثلهم، فإني لست كأحدهم ⦗٥١⦘ إذ كانوا يسوِّدونكم في أسباب الدنيا، وأنا أسوِّدكم في النبوة والرسالة.

وقوله: " أو بعض قولكم " فيه حذف واختصار، ومعناه: دعوا بعض قولكم واتركوه، يريد بذلك: الاقتصاد في المقال.


(١) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وقد رواه أحمد في " المسند " ٢ / ١٥٣، وإسناده صحيح، وهو بمعنى الذي قبله والذي بعده.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
في المطبوع أخرجه رزين. وأخرجه أحمد (٣/١٥٣) قال: ثنا حسن بن موسى، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني عن أنس، فذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>