(٢) قال الحافظ في " الفتح ": قوله " يحذر ما صنعوا " جملة أخرى مستأنفه من كلام الراوي، كأنه سئل عن حكمة ذكر ذلك في ذلك الوقت؟ فأجاب بذلك، وقد استشكل ذكر النصارى فيه لأن اليهود لهم أنبياء، بخلاف النصارى، فليس بين عيسى وبين نبينا صلى الله عليه وسلم نبي غيره، وليس له قبر. والجواب: أنه كان فيهم أنبياء أيضاً، لكنهم غير مرسلين، كالحواريين ومريم في قول، أو ⦗٤٧٤⦘ الجمع في قوله: " أنبيائهم " بإزاء المجموع من اليهود والنصارى. أو المراد: الأنبياء وكبار أتباعهم، فاكتفى بذكر الأنبياء: ويؤيده قوله في رواية مسلم من طريق جندب " كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد " ولهذا لما أفرد النصارى في الحديث الذي قبله قال: " إذا مات فيهم الرجل الصالح " ولما أفرد اليهود في الحديث الذي بعده قال: " قبور أنبيائهم " أو المراد بالاتخاذ: أعم من أن يكون ابتداعاً أو أتباعاً فاليهود ابتدعت، والنصارى اتبعت، ولا ريب أن النصارى تعظم قبور كثير من الأنبياء الذين تعظمهم اليهود. (٣) رواه البخاري ٣ / ١٦١ في الجنائز، باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور، وباب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المغازي، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، ومسلم رقم (٥٢٩) في المساجد، باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها، والنسائي ٢ / ٤٠ و ٤١ في المساجد، باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد، و ٤ / ٩٥ في الجنائز، باب اتخاذ القبور مساجد.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية] صحيح: أخرجه أحمد (٦/٨٠) قال: حدثنا هاشم. قال: حدثنا أبو معاوية، يعني شيبان. وفي (٦/١٢١) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا أبو عوانة. وفي (٦/٢٥٥) قال: حدثنا عارم بن الفضل. قال: حدثنا أبو عوانة. والبخاري (٢/١١١) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان. وفي (٢/١٢٨) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل. قال: حدثنا أبو عوانة. ومسلم (٢/٦٧) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وعمرو الناقد. قالا: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا شيبان. كلاهما - شيبان، وأبو عوانة - عن هلال بن أبي حميد، عن عروة بن الزبير، فذكره. - الروايات متقاربة المعنى. - وعن سعيد بن المسيب، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» . أخرجه أحمد (٦/١٤٦) قال: حدثنا محمد بن جعفر. (ح) ومحمد بن بكر. وفي (٦/٢٥٢) قال: حدثنا محمد بن بكر. والنسائي (٤/٩٥) قال: أخبرنا عمرو بن علي. قال: حدثنا خالد بن الحارث. ثلاثتهم - محمد بن جعفر، وابن بكر، وخالد - قالوا: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، فذكره. - وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة؛ أن عائشة قالت: «كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خميصة سوداء حين اشتد به وجعه. قالت: فهو يضعها مرة على وجهه ومرة يكشفها عنه، ويقول: قاتل الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحرم ذلك على أمته» . أخرجه أحمد (٦/٢٧٤) قال: حدثنا يعقوب. قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، فذكره. وبرواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن عائشة، وابن عباس: ١- أخرجه أحمد (١/٢١٨) (١٨٨٤) و (٦/٣٤) قال: حدثنا عبد الأعلى. وفي (٦/٢٢٨) قال: حدثنا عبد الرزاق. كلاهما - عبد الأعلى، وعبد الرزاق - عن معمر. ٢- وأخرجه أحمد (٦/٢٧٥) والنسائي في الكبرى (تحفة الأشراف) (٥٨٤٢) عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد. كلاهما - أحمد، وعبيد الله - عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن صالح بن كيسان. ٣- وأخرجه الدارمي (١٤١٠) . والبخاري (١/١١٨) كلاهما عن أبي اليمان الحكم بن نافع، قال: أخبرنا شعيب. ٤- وأخرجه البخاري (٤/٢٠٦) قال: حدثني بشر بن محمد. والنسائي (٢/٤٠) . وفي الكبرى (٦٩٣) قال: أخبرنا سويد بن نصر. كلاهما - بشر وسويد - عن عبد الله بن المبارك، قال: أخبرني معمر، ويونس. ٥- وأخرجه البخاري (٦/١٣ و ١٤) قال: حدثنا سعيد بن عفير. وفي (٧/١٩٠) قال: حدثني يحيى بن بكير. كلاهما - سعيد، ويحيى - قالا: حدثنا الليث، قال: حدثني عقيل. ٦- وأخرجه مسلم (٢/٦٧) قال: حدثني هارون بن سعيد الأيلي، وحرملة بن يحيى، قال حرملة: أخبرنا، وقال هارون: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس. خمستهم - معمر، وصالح، وشعيب، ويونس، وعقيل - عن ابن شهاب، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله، فذكره.