كان يرفع عن سعيد بن جبير أشياء لم يكن يرفعها، وقال أبوحاتم: رفع أشياء عن الصحابة كان يرويها عن التابعين. فأخرجه النسائي ٥/٢٢٦ من طريق موسى بن داود، وابن عدي٢/٦٧٩، ولمن طريقه البيهقي فىِ "شعب الإيمان" (٤٠٣٤) من طريق عبد الله العيشي، كلاهما عن حماد بن سلمة، بهذا الإسناد. ورواية النسائىِ مختصرة بقوله: "الحجر الأسود من الجنة" فقط. وأخرجه بنحوه الترمذي (٨٧٧) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن خزيمة (٢٧٣٣) من طريق جرير ومحمد بن موسى الحرشي وزياد عبد الله، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، به. وقالوا في آخره: فودته خطايا بني ادم. وهؤلاء ممن روى عن عطاء بعد الاختلاط، وقال الترمذي: حسن صحيح! وسيأتي برقم (٣٠٤٦) و (٣٥٣٧) ، وانظر (٢٦٤٣) . وأخرج الطبراني في "الكبير" (١١٣١٤) من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى، عن أبيه، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبىِ ليلى، عن عطاء- وهو ابن أبي رباح-، عن ابن عباس، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: "الحجر الأسود من حجارة الجنة، وما في الأرض من الجنة غيره، وكان أبيض كالمها، ولولا ما مسه من رجس الجاهلية، ما مسه ذو عاهة إلا بَرَأ" وهذا إسناد ضعيف. ولقوله: "الحجر الأسود من الجنة" شاهد بهذا اللفظ عن أنس يأتىِ في "مسنده " ٣/٢٧٧ بإسناد صحيح. وفي الباب عن ابن عمر أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما، ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب"، سيأتي في "المسند" ٢/٢١٣-٢١٤، وصححه ابن حبان (٣٧١٠) .