وقد تابع إسماعيلَ بن عياش بقيةُ بن الوليد، بهذا الإسناد، عند الترمذي (١٦٦٣) ، لكنه عنعنه، وتدليسه تدليس التسوية وهو شر أنواع التدليس، ومع ذلك قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب. وقد قال ابن أبي حاتم في "العلل" ١/٣٢٨: سألت أبي عن حديث رواه إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة، عن نعيم بن همار، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "للشهيد عند الله ست خصال؟ " قال أبي: رواه بقية، عن بحير، عن خالد بن معدان، عن المقدام، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قلت لأبي: أيهما الصحيح؟ فقال: كان ابن المبارك يقول: إذا اختلف بقيةُ وإسماعيل، فبقيةُ أحبُّ إلي، قلتُ: فأيهما أشبهُ عندك؟ قال: بقية أحب إلينا من إسماعيل، فأما الحديث فلا يضبط أيهما الصحيح. قلنا: وقد رُوي الحديث من طريق كثير بن مرة كذلك، عن قيس الجذامي، فيما سيرد برقم (١٧٧٨٣) . أخرجه الإمام أحمد عن زيد بن يحيى الشامي، عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عنه، به. وقد قال صالح بنُ محمد البغدادي في عبدِ الرحمن بنِ ثابت: أنكروا عليه أحاديث يرويها عن أبيه، عن مكحول، مسندة. قلنا: فمثله لا يحتمل تفرده، ولم نجد له متابعاً سوى إسماعيل بن عياش الذي اضطرب فيه، وبقية الذي عنعن في إسناده. قال السندي: قوله: ويرى مقعده: الظاهر أن المراد أنه يرى قبل الموت. ويُحَلَّى: من التحلية، والله تعالى يعلم حقيقة حُلَّة الإيمان. ويزوج من الحور العين، أي: العدد الذي في آخر الحديث. (١) رجاله ثقات، وقد بسطنا في الرواية السابقة اضطراب إسماعيل بن عياش فيه. =