للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأيضا: الفرس يطلقون المجهول على الواو والياء الساكنتين إذا كانت الحركة قبلهما مجانسة لهما، وفي القراءة تكون غير تامة مثل الواو في (بوسه: قبله) والياء في (تيشه: فأس). وإذا كانت في القراءة غير تامة فتسمّى معروفة، مثل الواو في (بود: كان) والياء في (تير: لهم).

وفي كتاب (الجهان كيري): فتح العالم كثيرا ما وجد هذا الاصطلاح. وبعبارة أخرى: المعروف هو أن تكون الضّمة قبل الواو والكسرة قبل الياء مشبعتان والمجهول أن تلفظ بشكل خطف فلا تمدّد، والسّبب في ذلك كون الياء المجهولة يشبه أن يكون أصلها ألفا ثم بسبب الإمالة صارت ياء.

وهذه الياء مع الكلمات العربية الممالة في الفارسية مشهورة وجعلوا منها قافية مثل لفظ حجيب (حجاب) وشكيب (صبور).

واعلم بأنّ المعروف والمجهول في الحقيقة هي صفة حركة الحرف الذي قبل الواو أو الياء. ويقال للواو أو للياء مجهولة أو معروفة باعتبار حركة الحرف الذي قبلها. كذا في منتخب تكميل الصناعة «١». ومنها ما هو مصطلح المحدّثين والأصوليين وهو الراوي الذي لا يعرف هو أو لا يعرف فيه تعديل ولا تجريح معيّن، ويقابله المعروف. قالوا سبب جهالة الراوي أمران: أحدهما أنّ الراوي قد تكثر نعوته من اسم أو كنية أو لقب أو صفة أو حرفة أو نسب فيشتهر بشيء منها، فيذكر بغير ما اشتهر به لغرض ما، فيظنّ أنّه آخر فيحصل الجهل. وثانيهما أنّ الراوي قد يكون مقلا من الحديث فلا يكثر الأخذ عنه، فإن لم يسمّ الراوي بأن يقول أخبرني فلان أو رجل سمّي مبهما، وإن سمّي الراوي وانفرد راو واحد بالرواية عنه فهو مجهول العين، وبهذا عرف ابن عبد البر. وقال الخطيب: مجهول العين هو كلّ من لم يعرفه العلماء ولم يعرف حديثه إلّا من جهة راو واحد. واعترض عليه بأنّ البخاري ومسلما قد خرّجا عن مرداس «٢» ولم يخرج عنه غير قيس بن أبي حازم «٣» فدلّ على خروجه من الجهالة رواية «٤» واحد. وأجيب بأنّ مرداس صحابي والصحابة كلّهم عدول فلا يضرّ الجهل بأعيانهم، وبأنّ الخطيب يشترط في الجهالة عدم معرفة العلماء وهو مشهور عند أهل العلم. وإن روى عنه اثنان فصاعدا ولم يوثّق فهو مجهول الحال لأنّ جهالة العين ارتفعت برواية اثنين إلّا أنّه ما لم يوثّق به يبقى مجهول الحال ويسمّى بالمستور أيضا، وهو على قسمين: مجهول العدالة ظاهرا وباطنا، ومجهول العدالة باطنا


(١) در جامع الصنائع گويد مجهول حرفيست كه در گفتن ساكن بود ودر وزن متحرك چون سين آراسته وخواسته وخاء ساخته وپرداخته انتهى. ونيز اهل فرس مجهول را اطلاق ميكنند بر واو ويا كه ساكن باشند وحركت ما قبل مجانس ايشان باشد ودر خواندن ناتمام باشند چون واو بوسه وياى تيشه واگر در خواندن ناتمام نباشند معروف نامند چون واو بود وياء تير ودر جهان گيرى اين اصطلاح بسيار جا واقع شدة. وبعبارت ديگر معروف آنست كه ضمة ما قبل واو وكسرة ما قبل يا را اشباع كنند ومجهول آنست كه اشباع نكنند بجهت آنكه ياى مجهول بدان ماند كه در اصل الف بوده باشد وبواسطة اماله يا شده باشد واين يا را با كلمات عربي كه اماله آن در فارسي مشهور است قافيه كنند چون لفظ حجيب وشكيب بدان كه معروف ومجهول في الحقيقت صفت حركت ما قبل واو ويا است وواو ويا را كه مجهول ومعروف ميگويند باعتبار حركت ما قبل است كذا في منتخب تكميل الصناعة.
(٢) هو مرداس بن حدير بن عامر بن عبيد بن كعب الربعي الحنظلي التميمي، أبو بلال. ويقال له مرداس ابن أدية. توفي عام ٦١ هـ/ ٦٨٠ م. من الشراة الكبار، وخطيب، كان من الخوارج الأشداء.
الاعلام ٧/ ٢٠٢، رغبة الآمل ٧/ ١٨٧، ابن الأثير ٣/ ٢٠٣
(٣) هو قيس بن عبد عوف بن الحارث الاحمسي البجلي. وقد تقدمت ترجمته سابقا.
(٤) برواية (م)