للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كذلك السكون لأنه يقابلها. والمشهور أنّ السكون تقابله الحركة عن المكان لا إليه، والحق أنّه تقابله الحركة إلى المكان أيضا. قال السيد السند في حاشية شرح حكمة العين وتحقيقه ما في شرح الملخص من أنّ السكون ليس عدم حركة خاصة معيّنة ولا عدم أيّة حركة كانت، وإلّا لكان على الأول كلّ متحرك بغير تلك الحركة ساكنا وكل متحرك مطلقا ساكنا على الثاني، لكنه باطل قطعا. فإذن الحركتان تقابلان السكون.

قال أقول السكون في الأين مثلا هو عبارة عن عدم الحركة الأينية مطلقا فالسكون يقابل المطلق لأنه عدمه. وأما مقابلته مع أفراد الحركة التي هو عدمها فبواسطة، كذا حقّق المقال انتهى.

وفي شرح التجريد السكون مقابل للحركة فيقع في المقولات الأربع أما في الأين فنعني به حفظ النسبة الفاصلة للجسم إلى الأشياء ذوات الأوضاع بأن يكون مستقرا في المكان الواحد.

وأما في الثلاثة الباقية فنعني به حفظ النوع الحاصل بالفعل من غير تغيّر وذلك بأن يقع في الكم من غير نموّ وذبول وتخلخل وتكاثف، وفي الكيف من غير اشتداد وضعف، وفي الوضع من غير تبدّل إلى وضع آخر، فهو بهذا المعنى أمر وجودي مضادّ للحركة عنه وإليه، فهو يضادهما معا تضادا مشهوريا، فإنّ السكون قد يعرض له تضادّ كما للحركة لكن تضاد السكون إنّما هو لتضاد ما فيه، أعني المقولة التي يقع فيها. فإنّ سكون الجسم في الحرارة يضادّ سكونه في البرودة لأنّ المتضادين لا يجتمعان في محل واحد فضلا عن أن يستقرا فيه زمانا انتهى. وقال أيضا السكون الطبيعي مستند إلى الطبيعة مطلقا بخلاف الحركة الطبيعية فإنّها مستندة إلى الطبيعة بشرط مقارنة أمر غير طبيعي، ويعرض البساطة والتركيب في الحركة خاصة ولا يتصوران في السكون. ويقول في لطائف اللّغات: السّكون في اصطلاح الصوفيّة عبارة عن الاستقرار في عين الذّات الأحديّة «١».

السّكينة:

[في الانكليزية] Quiet ،tranquillity ،rest

[ في الفرنسية] Quietude ،tranquillite ،repos

ما يجد القلب من الطمأنينة عند تنزّل الغيب، وهي نور في القلب يسكن إلى شاهده ويطمئن، وهو مبادئ عين اليقين، كذا في تعريفات الجرجاني.

السّلّ:

[في الانكليزية] Phthisis ،tuberculosis

[ في الفرنسية] Phtisie ،tuberculose

بالكسر وتشديد اللام في اللّغة الهزال.

وفي الطب قرحة في الرئة. وإنما سمّي هذا المرض به لأنّ من لوازمه هزال البدن. ولما كان حمى الدق لازمة لهذه القرحة ذكر القرشي أنّ السّلّ هو قرحة الرئة مع الدق وعدّه من الأمراض المركبة كذا قال ابن النّفيس. وقال القرشي في شرح الفصول «٢»: يقال السّلّ لحمى الدق الشيخوخية ولقرحة الرئة. وسلّ العين هو ضمور الحدقة كذا في بحر الجواهر. وفي الأقسرائي وما ذكره صاحب الكامل «٣» من أنّ


(١) ودر لطائف اللغات ميگويد سكون در اصطلاح صوفيه عبارتست از قرار در عين احديت ذات.
(٢) شرح الفصول (في الطب). الفصول الإيلاقية في كليات الطب، لشرف الدين السيد محمد بن يوسف الإيلاقي (- ٤٨٥ هـ/ ١٠٩٢ م). انتقاها من الكتاب الاول من القانون ولها شروح منها: شرح علي بن أبي الحزم القرشي علاء الدين الملقب بابن النفيس (- ٦٨٧ هـ). كشف الظنون، ٢/ ١٢٦٧. هدية العارفين، ٢/ ٤٠٨. الاعلام ٤/ ٢٧٠.
(٣) الكامل (طب) كامل الصناعة في الطب المعروف بالملكي. صنفه علي بن عباس المجوسي (- ٣٨٤ هـ) لعضد الدولة. في مجلدين كبيرين. قيل انه ترجم إلى اللغة اللاتينية وطبع في ليدن سنة ١٥٢٣ م.
- حاجي خليفة، كشف الظنون، ٢/ ١٣٨٠، سركيس، معجم المطبوعات العربية والمعربة، ص ١٦١٩.